للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله لم تسألني عن اسمي؟ فقال: إني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان لاسمك، فما تصنع فيها؟ فقال: أما إذا قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثا، وأرد فيها ثلثه" الشراج: مسيل الماء [رواه مسلم].

[أبو أمامة ومحبته للصدقة]

عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثتني مولاة أبي أمامة قالت: كان أبو أمامة يحب الصدقة ويجمع لها، وما يرد سائلاً ولو ببصلة أو بتمرة، أو بشيء مما يؤكل.

فأتاه سائل ذات يوم وقد افتقر من ذلك كله، وما عنده إلا ثلاثة دنانير، فسأله دينارًا، ثم أتاه سائل فأعطاه دينارًا، ثم أتاه سائل فأعطاه دينارًا.

قالت: فغضبت وقلت: لم تترك لنا شيئًا.

قالت: فوضع رأسه للقائلة، فلما نودي للعصر أيقظته فتوضأ وراح إلى المسجد، فرفقت عليه وكان صائمًا، فتقرضت، وجعلت له عشاء وأسرجت له سراجًا وجئت إلى فرشه لأمهد له، فإذا بذهب، فعددتها فإذا ثلاثمائة دينار قلت: ما صنع الذي صنع إلا وقد وثق بما خلف، فأقبل بعد العشاء، فلما رأى المائدة، ورأى السراج تبسم وقال: هذا خير من عنده.

قالت: قمت على رأسه حتى تعشى، فقلت: يرحمك الله خلفت هذه النفقة سبيل، ولم تخبرني فأرفعها. قال: وأي نفقة؟! ما خلفت شيئًا.

قالت: فرفعت الفراش فلما أن رآها فرح واشتد عجبه.

قالت: فقمت فقطعت زناري وأسلمت.

قال ابن جابر: فأدركتها في مسجد حمص وهي تعلم النساء القرآن والسنن والفرائض وتفقههن في الدين.

٦ - إكرام اليتيم

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا [رواه البخاري].

<<  <  ج: ص:  >  >>