للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ارحمي أولادك!]

علم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن جماعة من التجار جاءوا إلى المدينة، وأنهم مقيمون بالمسجد، فخرج ومعه عبد الرحمن بن عوف لحراسة التجار طوال الليل، ووسط الليل سمع عمر بكاء صبي، فتوجه نحوه، وقال لأم الصبي: اتقي الله وأحسني إلى صبيانك، ثم عاد إلى مكانه، وتكرر هذا الأمر مرة ثانية، وفي آخر الليل سمع عمر بكاء الصبي، فذهب إلى أمه وقال لها: ويحك: إني لأراك أم سوء، ما لي أرى ابنك لا يقر (يهدأ)، فغضبت الأم من كلامه -وهي لا تعرفه- وأخبرته أنها تستعجل فطام ابنها، حتى يكون له نصيب مما يعطيه عمر للمسلمين من بيت المال، فإن عمر لا يعطي الرضيع، فتأثر عمر بما سمع وبكى كثيرا، حتى إن الناس لم تسمع قراءته في صلاة الفجر من شدة بكائه، ولما انتهى من الصلاة قال: يا بؤسا لعمر! كم قتل من أولاد المسلمين! ثم أمر مناديا ينادي: ألا لا تعجلوا صبيانكم على الفطام، فإنا نفرض لكل مولود في الإسلام.

سارع -أخي الحبيب- بعد هذه الكلمات بتقبيل أطفالك، وإظهار الحنان لهم.

وعن عبد الله بن شداد عن أبيه قال: خرج علينا رسول الله في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسنا أو حسينا فتقدم رسول الله فوضعه ثم كبر للصلاة فصلى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، فلما قضى رسول الله الصلاة، قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك، قال: "كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته" [رواه النسائي].

وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه -رضي الله عنهما- قال: سمعت أبي بريدة يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب إذ جاء الحسن والحسين -رضي الله عنهما- عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال - صلى الله عليه وسلم - "صدق الله {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: ١٥] نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما" [رواه الترمذي].

من الرحمة بالأطفال مداعبتهم، فقم بعمل لعبة معهم، حتى تدخل عليهم السرور والفرحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>