للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الشورى]

الشورى: هي التعاون على تبادل الرأي ومداولته في أمر من أمور المؤمنين على أسس وقواعد.

قال تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: ١٥٩].

وقال عز من قائل: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الشورى: ٣٨] فقد ذكر المولى عز وجل الشورى بين فرضين عظيمين هما الصلاة والزكاة، وهذا دليل على أهمية الشورى في الإسلام.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "المستشار مؤتمن" [رواه الترمذي].

والشورى مصطلح إسلامي له معناه المستقل في الإسلام كمصطلحات الصلاة والزكاة .. وأشكاله متنوعة ومتطورة.

وأهل الشورى يتقربون إلى الله بهذا العمل ويلتقون جميعا للوصول إلى الحق.

قال تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: ٥٩].

وقال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} [الشورى: ١٠].

[حتى في الأمور الخاصة]

كان الصحابة يستشيرون النبي - صلى الله عليه وسلم - في كثير من أمورهم الخاصة، كما رأينا حين استشارته فاطمة بنت قيس -رضي الله عنها- في أمر زواجها، وقد أبدى الرغبة فيها رجلان: معاوية وأبو جهم، فقال لها: "أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له" [رواه مسلم] واقترح عليها أن تتزوج أسامة بن زيد - رضي الله عنه -.

لابد أن يستشير المسلم إخوانه عند الزواج بامرأة، وكذلك المرأة، فلا خاب من استخار ولا ندم من استشار.

<<  <  ج: ص:  >  >>