للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - قائد الجيش الإسلامي إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يخبره بأن يحضر، فلما وصل الخبر إلى أمير المؤمنين اجتمع مع الصحابة، واستشارهم في أمر الخروج إلى بيت المقدس، فأشاروا عليه بالخروج، فأخذ عمر برأيهم وتوجه إلى الشام فاستقبله أمراء المسلمين.

اجلس مع المسئولين في العمل، وعليك بالشورى، ولا تكن مستبدا.

[مفاوضات]

في غزوة الخندق أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يصالح عيينة بن حصن والحارث بن عوف رئيس غطفان على ثلث ثمار المدينة، حتى ينصرف بقومه، ويستعد المسلمون لإلحاق الهزيمة الساحقة بقريش، فاستشار - صلى الله عليه وسلم - السعدين (سعد بن عبادة وسعد بن معاذ) رضي الله عنهما، فقالا: يا رسول الله إن كان الله أمرك بهذا فسمعا وطاعة، وإن كان شيء تصنعه لنا فلا حاجة لنا فيه؟ لقد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله، وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة، فحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له، وأعزنا بك نعطيهم أموالنا؟ والله لا نعطيهم إلا السيف يا رسول الله، فقال لهما: "إنما هو شىء أصنعه لكم، لما رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة".

إذا قابلتك محنة فاستشر أهل الخير.

[استشارة أم سلمة]

لما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المعاهدة، قال: "قوموا فانحروا" فوالله ما قام منهم أحد حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد قام فدخل على أم سلمة -رضي الله عنها- فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت: يا رسول الله أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحدا كلمة حتى تنحر بُدنك وتدعو حالقك. فقام فخرج، فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك، نحر بُدنه ودعا حالقه فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما.

أخي الزوج، لا تتكبر على زوجتك واستشرها في أمورك الخاصة، واستمع إلى آرائها ومقترحاتها ولا تسمع لمن يقول "شاوروهن وخالفوهن" فهو قول غير صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>