للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في خطبه البليغة (١).

[تعاون مرفوض]

قال أبو عبد الله: لا أعرف كيف أروي هذه القصة التي عشتها منذ فترة والتي غيرت مجرى حياتي كلها، والحقيقة أنني لم أقرر أن أكشف عنها إلا من خلال إحساسي بالمسئولية تجاه الله، ولتحذير بعض الشباب الذي يعصي ربه وبعض الفتيات اللاتي يسعين وراء وهم زائف اسمه الحب.

كنا ثلاثة من الأصدقاء يجمع بيننا الطيش والعجب، كلا بل أربعة، فقد كان الشيطان رابعنا.

فكنا نذهب لاصطياد الفتيات الساذجات بالكلام المعسول ونستدرجهن إلى المزارع البعيدة، وهناك يفاجأن بأننا قد تحولنا إلى ذئاب لا ترحم توسلاتهن بعد أن ماتت قلوبنا ومات فينا الإحساس، هكذا كانت أيامنا وليالينا في المزارع، في المخيمات والسيارات على الشاطئ، إلى أن جاء اليوم الذي لا أنساه.

ذهبنا كالمعتاد للمزرعة كان كل شيء جاهزًا، الفريسة لكل واحد منا، الشراب الملعون .. شيء واحد نسيناه هو الطعام وبعد قليل ذهب أحدنا لشراء طعام العشاء بسيارته كانت الساعة السادسة تقريبًا عندما انطلق ومرت الساعات دون أن يعود، وفي العاشرة شعرت بالقلق عليه فانطلقت بسيارتي أبحث عنه وفي الطريق؛ وعلى البعد رأيت سيارة ينبعث منها دخان كثيف، وعندما وصلت فوجئت بأنها سيارة صديقي والنار تلتهمها وهي مقلوبة على أحد جانبيها، أسرعت كالمجنون أحاول إخراجه من السيارة المشتعلة وذُهلت عندما وجدت نصف جسده وقد تفحم تمامًا لكنه كان ما يزال على قيد الحياة فنقلته إلى الأرض.

وبعد دقيقة فتح عينيه وأخذ يهذي النار النار فقررت أن أحمله بسيارتي وأسرع به إلى المستشفى لكنه قال لي بصوت باك: لا فائدة لن أصل.


(١) وعرفت الإخوان: ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>