للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المؤمنين من اليمين، وما كنت لأسألها لأحد غيره، ولكن عمر رفض وحلف اليمين، ثم قام غاضبا لأن القاضي يفرق بينه وبين خصمه، وأقسم ألا يتولى زيد القضاء، حتى يكون عمر ورجل من عموم المسلمين عنده سواء، لا فرق بينهما.

إذا أخطأ الأمير مع بعض الرعية، فلابد أن يقدم إلى التحقيق والقضاء، بلا تفريق بينهما، حتى ينتشر العدل، ويشعر الجميع بالأمان.

[الرسالة]

دخل أعرابي على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - غاضبا، وألقى في حجره لفافة من الشعر، فقال عمر: ما هذا؟ قال الأعرابي: جئت أشكو إليك فقد ظلمني الوالي أبو موسى الأشعري، قال عمر: وماذا فعل؟ قال الأعرابي: لم يعطني حقي كاملا، فرددته إليه، فغضب، وجلدني عشرين سوطا، وقص شعري، وهو في هذه اللفافة التي ألقيتها إليك.

فتألم عمر وأرسل إلى أبي موسى الأشعري يأمره أن يجلس أمام جماعة من المسلمين ليجلده الأعرابي عشرين سوطا، ثم يحلق له شعر رأسه.

فلما قرأ أبو موسى رسالة عمر قام إلى الأعرابي وقال له: تقدم ونفذ ما أمر به عمر، ثم أعطاه سوطا ليجلده، وقدم إليه رأسه ليحلقه، فتأثر الأعرابي، وعفا عنه، وقال: لن يظلم أحد وعمر أمير المؤمنين.

لا يظلم أحد أبدا في ظل تطبيق شريعة الله، فلنحرص على تطبيقها في أنفسنا تطبق على أرضنا.

[دعوة المظلوم مستجابة]

ادعت أروى بن أويس على سعيد بن زيد - رضي الله عنه - أنه أخذ شيئا من أرضها، فخاصمته (شكته) إلى مروان بن الحكم، وقالت: إنه أخذ حقي، فترك سعيد ما ادعت المرأة من الأرض، ثم قال: اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها، واجعل قبرها في دارها. فجاء سيل من الماء فأظهر عن ضفتها (حدود الأرض) فإذا حقها من الأرض خارجا عن حق سعيد، فذهب إلى مروان وأخبره عما رأى، وعلم مروان والناس أن المرأة ظلمت سعيدا، وبعد فترة عميت المرأة، وسقطت في بئرها، فماتت استجابة لدعوة سعيد.

فتذكر -أخي المسلم- أن دعوة الظلوم مستجابة، فلا تظلمن أحدا مهما كنت مسئولاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>