للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا تنكروا ضربي له من دونه ... مثلاً شرودًا في الندى والباس

فالله قد ضرب الأقل لنوره ... مثلاً من المشكاة والنبراس

فأسكتهم أبو تمام بذكائه، فقد وضح لهم أن تشبيهه للمعتصم لا ينقص من قدره، فالله عز وجل قد شبه نوره بنور مصباح في مشكاة.

[الشاعر واللص]

أراد أحد الشعراء أن يسافر لأداء أمانة إلى صديق له، وكان للشاعر ابنتان، فقال لهما: إذا قدر الله، وقُتلت في الطريق، فخذا بثأري ممن يأتيكم بالشطر الأول من هذا البيت.

ألا أيها البنتان إن أباكما ... قتيل خذا بالثأر ممن أتاكما

وبينما الشاعر في الطريق قابله أحد اللصوص، وهدده بالقتل، وأخذ ما معه من أموال، فقال له الشاعر: إن هذا المال أمانة، فإذا كنت تريد مالاً فاذهب إلى ابنتيّ، وقل لهما: ألا أيها البنتان إن أباكما وسوف يعطيانك ما تريد، ولكن اللص قتله، وأخذ ما معه، ثم ذهب إلى بلدة الرجل، وقابل البنتين، وقال لهما: إن أباكما يقول لكما: ألا أيها البنتان إن أباكما فقالت البنتان: قتيل خذا بالثأر ممن أتاكما.

وصاحتا، فتجمع الجيران وأمسكوا باللص القاتل، وذهبوا به إلى الحاكم، وهناك اعترف بجريمته، فقتله الحاكم جزاء فعله.

[الخياط الأعور]

كان أحد الشعراء يسير في شوارع الكوفة، يبحث عن خياط ليخيط له ثوبًا، وبينما هو في الطريق، قابله الأصمعي فأخذه إلى خياط أعور يسمى زيدًا، فقال الخياط للشاعر: والله لأخيطنه خياطة لا تدري أعباءة هو أم قميص.

فقال الشاعر: والله لو فعلت لأقولن فيك شعرًا لا تدري أمدح هو أم هجاء، فلما أتم الخياط الثوب أخذه الشاعر، ولم يعرف أيلبسه على أنه عباءة أم قميص فقال في الخياط شعرًا:

خاط لي زيد قباء ... ليت عينيه سواء

فاسأل الناس جميعًا ... أمديح أم هجاء

<<  <  ج: ص:  >  >>