للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطيب الحكيم: صدقت. ارجع إلى مكانك، فقد كفى المسيء إساءته.

[علاج مرض الحسد]

يكون العلاج بالرضا بالقضاء والقدر وأخذ النفس باللوم والمجاهدة.

روى هشام بن عروة بن أبيه أنه كان إذا رأى شيئًا يعجبه أو دخل حائطًا (بستانًا) من حيطانه، قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

[موقف عظيم]

قال الملك العادل يومًا للعز بن عبد السلام: اجعلني في حل.

فأجابه العز قائلاً: أما محاللتك فإني كل ليلة أحالل الخلق وأبيت وليس لي عند أحد مظلمة، وأرى أن يكون أجري على الله ولا يكون على الناس (١).

[مثل شائع خاطيء]

امسك الخشب، خمسة في عينك، خسمة وخميسة.

مثل هذه الأقوال، لن تدفع حسدًا ولن تغير من قدر الله شيئًا، بل هو من الشرك، ولا بأس من التحرز من العين والخوف مما قد تسببه من الأذى، فإن العين حق، ولها تأثير، ولكن لا تأثير لها إلا بإذن الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "العين حق، ولو كان شىء سابق القدر سبقته العين" [رواه مسلم].

والتحرز من العين لا يكون إلا بالرقية الشرعية، عن عبد العزيز قال: دخلت أنا وثابت على أنس بن مالك - رضي الله عنه - فقال ثابت: يا أبا حمزة اشتكيت، فقال أنس: ألا أرقيك برقية رسول الله؟ قال: بلى، قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم رب الناس مذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، شفاء لا يغادر سقمًا" [رواه البخاري].

ولا يجوز الاعتقاد بأن الخشب بذاته أو الخمسة والخميسة تدفع الضر من دون الله، فالله هو النافع والضار.

[الاعتذار عند الخطأ]

يقول أحد الإخوان: غاضبت الإمام الشهيد البنا مرة وانصرفت، وشعرت بخطئي


(١) الوقت عمار أو دمار (٢/ ٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>