للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[احرص على العمل]

عرفت الإسماعيلية صغيرها وكبيرها حسن البنا والإخوان المسلمون، فلما انتقلت الدعوة إلى القاهرة حدث الإمام الشهيد بهذه الطرفة فقال: جاء أحد إخوان الإسماعيلية لزيارتي .. فلما نزل من القطار في محطة مصر سأل أول من قابلهم من أهل القاهرة عن المركز العام للإخوان المسلمين، وهو يظن أنه يسأل عن أحد معالم القاهرة، فاعتقدوا أنه شخص ساذج .. وقالوا له: اتجه من هذا الطريق .. ثم اسأل هناك، فاتجه ثم سأله .. وهكذا، حتى قابل الإمام الشهيد قدرًا وقد جاوز المركز العام بمسافة، فأخذه الأستاذ ورجع به المسافة، وقص على الأستاذ القصة وقال: كل من سألته صدقني إلا صاحب هذا المحل (وأشار على محل على بعد أمتار لا تتجاوز الخمسين مترًا) إذ قال لي: امش إلى نهاية هذا الشارع (شارع الناصرية) فستجد ميدان السيدة زينب فاسأل هناك، ضحك الأستاذ المرشد، وفهم أن الدعوة حتى بعد انتقالها إلى القاهرة بثلاث سنوات ما زالت مجهولة حتى أن الجيران لا يعرفونها (١).

قال طبيب ألماني -قبل أن يسلم- لزميله المسلم: إذا سُئلت غدًا -كما تقول- عن سؤال القبر وحساب يوم القيامة سأقول: إن رسالة محمد لم تصلني تفصيلاً، ولم أطلع عليها بحثًا، إن أتباع محمد لم يبلغوني رسالته، ولم يدلوني على الطريق القويم، فهم يشاركونني في التقصير.

ماذا ستقول لربك غدًا إذا سُئلت عن تبليغ الإسلام؟

[من الذين هدى الله]

الشاب النصراني إبراهيم يوسف الذي صار من دعاة الإسلام المخلصين، أخذ يدعو الدعاة إلى عدم الاكتفاء بالدعوة من فوق المنابر فقط، حيث لا ينبغي أن تحصر على المنابر والمساجد، وإنما على الداعية أن ينزل إلى التجمعات البشرية حيثما وجدت بعد أن يلم بظروفها ومعتقداتها؛ كي يمكنه الرد على أي استفسار يوجه إليه، كما يدعو المسلم إلى ممارسة الدعوة إلى الله حيث إن الدعوة مسئولية المسلمين جميعًا، عامتهم وخاصتهم (٢).


(١) مائة موقف من حياة المرشدين: ٤٥.
(٢) مجلة الفيصل يناير ١٩٩٢ (السر الخفي وراء إسلام هؤلاء: ٢/ ٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>