للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقالت: أنا أصبر على هذا العيش.

هل تحرص على تدريب نفسك على تناول أطعمة لا تحبها، وتقلل من المشروبات المفضلة لديك؟

[الجهاد بالمال]

دعم أبو بكر الدعوة بالمال والرجال والأفراد، فراح يشري العبيد والإماء المملوكين من المؤمنين والمؤمنات، فقد أعتق النهدية وبنتها، وكانتا لامرأة من بني عبد الدار، مر بهما وقد بعثتهما سيدتهما بطحين لها وهي تقول: والله لا أعتقكما أبدًا، فقال أبو بكر: كل يا أم فلان، فقالت: حل أنت، أفسدتهما فأعتقهما، قال: فبكم هما؟ قالت: بكذا وكذا.

وقال: قد أخذتهما وهما حرتان أرجعا إليها طحينها. قالتا: أو نفرغ منه يا أبا بكر ثم نرده إليها؟ قال: وذلك إن شئتما.

وهنا وقفة تأمل ترينا كيف سوى الإسلام بين الصديق والجاريتين حتى خاطبتاه خطاب الند للند، لا خطاب المسود للسيد، وتقبل الصديق على شرفه وجلالته في الجاهلية والإسلام منهما ذلك، مع أن له يد عليهما يد بالعتق، وكيف صقل الإسلام الجاريتين حتى تخلقتا بهذا الخلق الكريم، وكان يمكنهما وقد أعتقتا وتحررتا من الظلم أن تدعا لها طحينها يذهب أدراج الرياح، أو يأكله الحيوان والطير، ولكنهما أبتا تفضلاً، إلا أن تفرغا منه، وترداه إليها.

ومر الصديق بجارية بني مؤمل -حي من بني عدي بن كعب- وكانت مسلمة، وعمر ابن الخطاب يعذبها لتترك الإسلام، وهو يومئذ مشرك يضربها، حتى إذا مل قال: إني أعتذر إليك إني لم أتركك إلا عن ملال فتقول: فعل الله بك. فابتاعها أبو بكر فأعتقها (١).

[تحويل شيك للمجاهدين]

أرسلت وزارة الثقافة بدولة الإمارات دعوة للأستاذ عمر التلمساني عام ١٩٨٢ م فلبى الدعوة، وألقى محاضرة في النادي الثقافي بأبي ظبي حيث جاء جمع غفير ملأ القاعة لم يأت قبله مثله. وعقد التليفزيون عدة ندوات مع الأستاذ المرشد وكذلك جريدة الاتحاد.


(١) أبو بكر الصديق للصلابي: ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>