للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على تجاوز الصعاب دون أدنى خوف أو وجل (١).

يقول نجل الشهيد عبد العزيز الرنتيسي -قبيل وفاة أبيه-: أستيقظ أبي واغتسل وتعطر، وأخذ ينشد -على غير عادته- نشيدًا إسلاميًا مطلعه: أن تدخلني رب الجنة هذا أقصى ما أتمنى، وأضاف: التفت إلى والدتي وقال لها: إنها أفضل الكلمات التي أحبها في حياتي، وحينها شعرت بالقلق (٢).

[المسلمون = جهاد]

كلمة المسلمين "معرفة ونكرة" وردت في القرآن ٤١ مرة، وكذلك كلمة الجهاد بمشتقاتها وردت ٤١ مرة في القرآن الكريم، وفي هذا إشارة إلى أن المسلمين = جهاد، أي لا مسلمون بلا جهاد ولا جهاد بلا مسلمين، فكأن الجهاد المقدس لا يصدر إلا من مسلم، وليس هناك مسلم إلا ويجاهد لرفعة دينه (٣).

[حب الشهادة]

في إحدى معارك ١٩٤٨ م بفلسطين يقول أحمد عيد: كانت ذراع أحدهم تنزف بغزارة، تقدمت منه وحاولت أن أثنيه عن عزمه بجذبه أو هزه؛ لعله في غيبوبة فيفيق منها فنظر إليَّ بعينين براقتين، وقال: ليتها كانت القاضية يا أخي، إنني أشم رائحة الجنة فكيف تحرمني من هذا النعيم؟

دعني أمضي في سبيلي، فلم أر مناصًا من موافقته على ما أراد، وأذعن لمشيئته، ومضينا صعودًا والنيران تنهمر كأفواه القرب، غزارة ثم طيشًا، إلى غير هدف كأن أيدي خفية تصدها عنا، وتحمينا من لظاها، وكنا كلما اقتربنا من خط العدو انفرجت أساريرنا وزاد حماسنا.

فجأة ظهرنا بمجموعاتنا كاملة، وفي أيدينا خناجر، تلمح وتضيء، فتمزق أستار الليل، وتمزق جنود العدو الهارب.

ورحنا نتنادى ونتعارف، الله أكبر ولله الحمد، والمواقع تنهار، وكأنها الهشيم، وسكن


(١) من أعلام الحركة الإسلامية: ٥٥٥.
(٢) مذكرات الشهيد الرنتيسي: ١٢.
(٣) إيقاظ الغافلين: ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>