للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخي الحبيب: أنفق ولا تخش الفاقة، قد قال جل وعلا: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٣٩)} [سبأ: ٣٩] (١).

[توقف مع القرآن]

يقول الدكتور زغلول النجار: هذا أستاذ مصري للقانون، يعمل بإحدى الجامعات الأمريكية .. يقول: كنا في حوار قانوني، وكان معنا أحد أساتذة القانون من اليهود، فبدأ يتكلم، ثم بدأ يخوض في الإسلام وتندر بالإسلام والمسلمين، فأردت أن أسكته، فسألته: هل تعلم حجم قانون المواريث في الدستور الأمريكي؟

قال: نعم، أكثر من ثمانية مجلدات.

فقلت له: إذا جئتك بقانون للمواريث فيما لا يزيد علي عشرة سطور، فهل تصدق أن الإسلام دين صحيح؟

قال: لا يمكن أن يكون هذا. فأتيت له بآيات المواريث من القرآن الكريم، وقدمتها له، فجاءني بعد عدة أيام يقول لي: لا يمكن لعقل بشري أن يحصي كل علاقات القربى بهذا الشمول الذي لا ينسى أحدًا، ثم يوزع عليهم الميراث بهذا العدل الذي لا يظلم أحداً. ثم أسلم هذا الرجل. فكانت آيات المواريث وحدها سبيلاً إلي اقتناع هذا الرجل اليهودي بالإسلام (٢).

ويقول أيضاً: التقيت بشاب بريطاني، كان يعمل بجامعة الملك فهد، يقول: ظللت ثلاثة عشر عامًا، وأنا أقرأ عن الإسلام، ومع ذلك ما كنت قادرًا على اتخاذ القرار بشأن إشهار إسلامي وإعلان شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، بسبب الضغوط الاجتماعية والمعيشية، والمجتمع العام، ومشاكل الحياة المختلفة.

يقول: إنه في يوم تطهر وأوي إلي فراشه، ودعا ذلك الخالق العظيم أن يلهمه الصواب، وأن يشرح صدره للطريق الصحيح يقول: وإذا بمنادٍ يناديه في المنام: "يايها الذين آمَنوا آمِنوا بالله الواحد، الذي خلقكم وخلق هذا الكون وكل ما فيه" فقام من


(١) قصص وعبر (٢/ ١٨ - ١٩).
(٢) الذين هدى الله (٤٨، ٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>