للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* القرآنُ عنده خطابٌ تاريخي:

° وبعد تحويلِ القرآنِ إلى نصٍّ بشريٍّ .. والوحيِ والنبوَّةِ إلى قوَّةٍ في "المُخيِّلةِ" الإنسانية .. يَذهبُ هذا الحَدَاثيُّ الماركسيُّ إلى تطبيق "التاريخية والتاريخانية" على معاني ومضامينِ وأحكامِ القرآن -كلِّ معانيه ومضامينه وأحكامه- مِن العقائد إلى الأحكام، وحتى القِيَمِ والأخلاقِ والقَصَص الأمرُ الذي يعني نَسْخ كلِّ مضامينِ القرآن وتجاوُزِها .. فيقول: " .. فالقرآنُ خطابٌ تاريخيٌّ، لا يتضمَّنُ معنًى مفارِقًا جوهريًّا ثابتًا .. وليس ثَمَّةَ عناصرُ جوهريةٌ ثابتةٌ في النصوص .. فالقرآنُ قد تَحوَّل من لحظةِ نُزوله مِن كونِه "نصًّا إِلهيًّا" وصار فهمًا "نصًّا إِنسانيًّا"؛ لأنه تحوَّلَ من التنزيل إلى التأويل.

وهذه التاريخيةُ تنطبقُ على النصوصِ التشريعية، وعلى نصوصِ العقائدِ والقَصَص .. وهي تُحرِّكُّ دلالةَ النصوص، وتَنقُلُها -في الغالبِ- من الحقيقةِ إلى المجاز" (١).

هكذا يتمُّ العَبَث الحَدَاثيُّ بالثوابتِ والمقدَّسات -القرآن .. والنبوة والرسالة .. والوحي- على هذا النحوِ اللامعقول!! (٢).

° نصر أبو زيد الذي يُريدُ من الناس أن يتعامَلوا مع القرآن كنصٍّ أدبيٍّ، وليس وحيًا إِلهيًّا بل يقول في آخِرِ كتابه: "وقد آنَ أوانُ المراجعةِ


(١) "نقد الخطاب الديني" لنصر حامد أبو زيد (ص ٨٣، ٩٤، ٨٢ - ٨٤) - طبعة القاهرة ١٩٩٠ م.
(٢) "مستقبلنا بين التجديد الإِسلامي والحداثة الغربية" (ص ٣٠ - ٣١) للدكتور محمد عمارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>