للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكنْ لسانُ حاله -كلُّ حاله- يقول: "كلُّنا أتاتورك" .. واللهُ عَزَّ وَجَلَّ هو المطَّلعُ على خفايا الصدور، {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [الملك: ١٣]، وكلٌّ منهم سيخلو بربِّه يومَ القيامة، ليس بينَه وبينَه تَرجُمان .. يسأله عمَّا فَعَل بالإِسلام وشرعه:

* مصطفى النَّحاس، زعيم "الوفد":

° قال في تصريح له: "أنا معجَبٌ -بلا تحفُّظ- بكمال أتاتورك، ليس فقط بناحيتِه العسكريَّة، ولكن بعبقريَّته الخالصة، وفَهْمه لمعنى الدولة الحديثة".

° ورَدَّ عليه الشيخ الغيُور حسن البنا - رحمه الله -: "هذا التصريحُ ليس تصريحًا أجوف، وليس تصريحًا يَصدُرُ هكذا عن مُجاملةٍ أو عن غيرِ رَوِيَّةٍ سابقة، وفِكرةٍ مستقرَّةٍ تُريدُ أن تَبرُزَ إلى الوجودِ في الوقت المناسب، حتى تتهيَّأ لها الظروف؛ وإنْ سَبَق اللسانُ فأظهَرَ مكنونَ الضمير.

فأنتم تُسَجِّلون في هذا التصريح أنَّ هناك شيئًا اسمُه "الدولة الحديثة"، وهي التي فَهِمَها كمال أتاتورك، وشَكَّل على غِرارِها "تركية"، وتُصرِّحون في كلامكم كذلك أنَّ هذه الدولة هي التي تستطيعُ وحدَها في الأحوالِ العالمية أن تعيشَ وأن تنمو.

ومعلومٌ أن أتاتورك في دولته الحديثة قد تجرَّد من كلِّ المظاهر الإِسلامية، فكأنَّكم في هذا تُعلِنون -في صراحةٍ - أن مصرَ لا تستطيعُ أنْ تعيشَ وأن تنموَ في الأحوالِ العالَميةِ الحاضرةِ إلاَّ إذا تجرَّدت في الأخرى من كلِّ مظاهِرِ الإِسلام -كما فَعَلت "تركية"-.

<<  <  ج: ص:  >  >>