للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن كان وقع منه، فالواجبُ عليه إعلانُ التوبةِ النَّصوح من ذلك، ومَن تاب تاب اللهُ عليه، كما دَلَّ على ذلك كتابُ اللهِ المجيدُ وُسنَّةُ رسولِه الكريم -عليه من ربِّه أفضل الصلاة والتسليم-، ومن قول الله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (١٥٩) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: ١٥٩ - ١٦٠]، فبيَّن سبحانه أنه لا بدَّ من إعلانِ التوبة وبيانِ ما كُتم من الحق، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "التوبةُ تَهدِمُ ما كان قبلها"، والآياتُ والأحاديثُ في هذا المعنى كثيرة، ونسألُ اللهَ أن يهديَنا وإياه سواءَ السبيل، وأن يَمُنَّ علينا وعليه -وعلى سائر المسلمين- بالتوبةِ النصوح من جميعِ الذنوب، إنه وَليُّ ذلك والقادرُ عليه، وصَلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان" .. انتهى رد فضيلة الشيخ ابن باز على القذافي (١).

* * *


(١) مجلة "البحوث الإِسلامية" - العدد الخامس محرم - جماد الثاني ١٤٠٠ هـ تحت عنوان "إيضاحات وتنبيهات" لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز (ص ٢٦٢ - ٢٦٣)، ومجلة "المجتمع الكويتية" العدد ٣٩٣ (ص ٢١)، وكتاب "السنة باعتبارها مصدرًا من مصادر التشريع الإِسلامي" لمحمود صالح شريح (ص ٣٥٣ - ٣٥٤). وهذه رسالة ماجستير في الشريعة الإِسلامية بالجامعة بالمدينة المنورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>