للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمر تسري"، ثم تَقدَّم بها مولانا "أسلم جراجبوري"، وأخيرًا تولى رياستها "غلام أحمد برويز" الذي أوصَلَها إلى ساحلِ الضلال" (١).

يُمثِّلُ هذا الرجلُ الاتِّجاهَ الفكريَّ المُماليء للغرب -والاستعمارِ الإنجليزي على وجهِ الخصوص-.

وتقومُ حركتُه على الافتتانِ بحضارةِ الغرب المادِّية، ومن هنا فقد أنكر المُعجزاتِ وخَوارِقَ العادات، واعتَبَر أنَّ النبوَّةَ غايةٌ تُكتَسبُ عن طريقِ الرياضة النفسيَّة (٢).

لقد أنكر "سيد أحمد خان" ما تُنكِرُه الثقافةُ الغربية -ولو كان دِينًا-، وأثبَتَ ما تُثبِتُه -ولو كان مخالفًا للدين وإجماع المسلمين-.

"لقد قامت مدرستُه الفِكرية على أساسِ تقليدِ الحضارةِ الغربية وأُسُسِها المادِّية، واقتباسِ العلوم العصريَّةِ بحذافيرها، وعلى عِلاَّتها، وتفسيرِ الإِسلام والقرآنِ تفسيرًا يُطابقُ ما وَصَلت إليه المَدَنَّيةُ والمعلوماتُ الحديثة في آخِرِ القرنِ التاسَعَ عَشَرَ المَسيحيِّ، ويُطابقُ هَوَى الغربِّيين وآراءَهم، ومن ثَمَّ الاستهانةُ بما لا يُثبتُه الحِسُّ والتجربة" (٣).

° وتَبلُغُ التَّبعيَّةُ أَوْجَها، إذا عَرَفْنا أن "أحمد خان"، كان يُعارِضُ في إنشاءِ دراساتٍ عِلميةٍ تجريبيةٍ في الجامعة التي أنشأها في الهند -وهو ممَّن


(١) "القرآنيون وشبهاتهم حول السنة" لخادم حسين إلهي بخش (ص ٩٩) - دار الصديق - السعودية، نقلاً عن "مكانة السنة التشريعية" للمودوي (ص ١٦).
(٢) انظر: "الفكر الإِسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي" د. محمد البهي - الطبعة التاسعة ١٩٨١ م - مصر (ص ٣٣ - ٣٧).
(٣) "الصراع بين الفكرة الإِسلامية والفكرة الغربية" لـ أبو الحسن الندوي (ص ٧١) - الطبعة الثالثة - القاهرة مطبعة المتقدم ١٩٧٧ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>