للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كُلِّ شَيْءٍ} [يوسف: ١١١] معناه البيانُ وذِكرُ الأصولِ والقوانين، وليس المرادُ به العمومُ وتعيينُ الجزئيات -كما فهموا من لُغتهم الأُرْديَّة-، "فالتفصيلُ" في اللغة الأُرْدِيَّة غيرُه في اللغة العربية (١).

° قال الراغب: "الفَصْلُ: إبانةُ أحدِ الشَّيئينِ عن الآخر" (٢).

° وقالوا في إنكارهم مَصدريَّةَ السُّنَّة: "إنها لم تكن وحيًا من الله، وإنما هي أقوالٌ نَسَبها الناسُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - زُورًا وتزييفًا، وإنه لم يَنْزِلْ عليه من الوحي سوى ما حَوَاه القرآن".

° قال "عبد الله" مؤسِّس الحركة: "إنا لم نُؤمَرْ إلَّا باتباعِ ما أنزَلَه اللهُ بالوحي، ولو فَرَضْنا جدَلاً صِحَّةَ نِسبةِ بعضِ الأحاديثِ بطريقٍ قطعيٍّ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنها -مَع صِحَّةِ نِسبتِها- لا تكونُ واجبةَ الاتباع؛ لأنها ليست بوحيٍ منزَّلٍ من عندِ الله عز وجل" (٣).

° ويقول: "يَعتقدُ أهلُ الحديثِ أن نزولَ الوحيِ من الله -عز وجل- إلى نبيِّه عليه الصلاة والسلام قِسمان: جَلِيٌّ متلوٌّ، وخَفِيٌّ غيرُ متلوٍّ، والأولُ هو القرآن، والثاني هو حديثُ الرسول على الصلاة والسلام .. غيرَ أنَّ الوحيَ الإلهيَّ هو الذي لا يُمكنُ الإِتيانُ بمثِلهِ، بَيْدَ أنَّ وَحْيَ الأحاديثِ قد أُتي له مثيلٌ بمئاتِ الألوفِ من الأحاديثِ الموضوعة" (٤).


(١) "مقام حديث" للحافظ أسلم (ص ١٤٣)، و"نكات قرآن" للحافظ أسلم (ص ٧٩).
(٢) "مفردات القرآن" للراغب الأصفهاني (ص ٣٨١).
(٣) "إشاعة السنة" (١٩/ ٢٩١) سنة ١٩٠٢ م.
(٤) مجلة "إشاعة القرآن" (ص ٣٥) العدد الرابع ١٩٠٣ م ومجلة "إشاعة السنة" (١٩/ ٣١٥) - العدد العاشر ١٩٠٢ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>