للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أعقَبَهما الردُّ المفصَّل من الهند، حين كَتب الشيخ "صالح اليافعي الحيدر آبادي الدكَّنِي" للمنار تحت عنوان "السُّنن والأحاديث النبوية" (١).

° قال الطبيبان: إن اتباع السُّنَّة تقليد لأحد أفراد البشر، وذلك ممنوع شرعًا "وَلعَ الناسُ في الأعصُرِ الأولى بالروايات القَوليَّةِ وُلوعًا، وتفاخَروا بكثرةِ جَمعِها جُموعًا، حتى ملأت الأحاديثُ الآفاقَ، وكَثُر فيها التضاربُ والاختلافُ، وصار من المستحيل أن يَعملَ الإِنسانُ بدينِه بدون أنْ يُقلِّدَ غيره" (٢).

الجهلُ آفةٌ، والعِلمُ طريقُ النجاة، فعندما تَوَغَّلَ أمثالُ هؤلاءِ في بُستانٍ لا يُفرِّقون بينَ ثِمارِ أشجاره، حَسِبوا الحَبْحَبَ كالحَنْظَل لتوافقهِما في اللون، وسَوَّوْا بين أشواكِ الغَرْقَدِ وأشواكِ الورد، وشَتَّانَ بين الشوكَينِ والثَّمَرَتَينِ، فالاتِّباعُ ناتجٌ عن تحقُّقِ العبوديةِ لله عزَّ وجلَّ، والخضوعِ لأمره .. واتباعُ أمرِ الرسولِ أمرٌ منطقيٌّ ممَّن أقرَّ بالألوهية، بينما التقليدُ أَخْذُ قولِ العالِمِ دونَ معرفةِ دليله، والفَرقُ واضحٌ بين الوضعَينِ، فالأولُ مطلوبٌ شرعًا، دونَ الثاني، ولا يَقبلُ اللهُ صَرْفًا ولا عَدْلاً حتى يَتَّبعَ المَرءُ طريقةَ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فيما شَرَعه الله.

ولم يكن للطبيبَينِ مَنْدُوحةٌ -بعد إنكارِ السُّنةِ- أنْ يُقدِّما صورةً مُضحِكةً للإِسلام، وأولُ ما جابَهَتْهما "الصلاةُ"، وإليك استنباطُها من القرآن في ضَوءِْ قَوْلَةِ المُنكِرِين:

° يقول الطبيب "صدقي" -بعد أن أورد آية صلاة الخوف: {وَإِذَا


(١) مجلة "المنار" (٢١/ ٤٩٣).
(٢) مجلة "المنار" (٩/ ٥١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>