للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعزيريَّتَينِ- إنْ رأى مصلحةً في ذلك-، وأنَّ القطعَ لا يجب لأولِ مرةٍ، بل يُعطى السارقُ فرصةَ الإِصلاح، فإنْ تابَ وأصلح، وإلَّا قُطعت يَدُه.

° هذا وقد رَجَع "محمد توفيق صدقي" عن بعضِ شذوذه، بعد مناقشةِ العلماء الكتابية، مما جَعَل صاحب "المنار" يَتنفَّسُ تنفُّسَ الصَّعَداء: "نحمدُ اللهَ أنْ ظَهَر صِدقُ قولِنا في الرجل وأنه مُعتقِدٌ، ويُذعِنُ لِمَا يَظهرُ له أنه الحق" (١).

° مع أن الرجلَ كَتب في وثيقةِ الاعتراف بعد إبداءِ السيد "رشيد رضا" رأيَه في جزئياتٍ من المناقشة، فقال: "وأهمُّ ذلك في الحقيقة مسألةُ ركعاتِ الصلاة، وأرى أن ما كَتَبه صاحب "المنار" الفاضل في هذه المسألة كافٍ في الردِّ عَلَيَّ، فأنا أعترفُ بخطئي هذا على رؤوس الأشهاد، وأستغفرُ اللهَ تعالى مما قلتُه أو كتبتُه، وأُصرِّحُ بأنَّ اعتقادي الذي ظَهَر لي مِن هذا البحث -بعدَ طولِ التفكُّرِ والتدبُّر- هو أنَّ الإِسلامَ هو القرآنُ، وما أجمَعَ عليه السلفُ والخَلَفُ من المسلمين عملاً واعتقادًا، إنه دين واجب .. وبعبارةٍ أخرى أنَّ أَصْلَيِ الإِسلام اللذينِ عليهما بُنِيَ هما "الكتاب والسنة النبوية" بمعناها عند السلف، أي طريقتُه - صلى الله عليه وسلم - التي جَرى عليها العملُ في الدين"، "ولا يَدخلُ في ذلك السُّننُ القَوليَّةُ غيرُ المُجمَع على اتِّباعها، ولا ما كان ذا عَلاقةٍ شديدةٍ بالأحوالِ الدنيويةِ كبعضِ الحدود، ومقاديرِ زكاةِ المالِ والفطر، والأصنافِ التي تؤخَذُ منها، وغيرِ ذلك مما لم يُذكَرْ في الكتابِ العزيز، فأُبيحُ بعضَ التصرُّفِ في أمثالِ هذه المسائِل إذا وُجد عندنا مقتضٍ" (٢).


(١) "المنار" (١٠/ ١٤٠).
(٢) "المنار" (١٠/ ١٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>