للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-الدولة المستقلة- والتي كانت يومًا ما إحدى مستعمراتِها.

لقد بدأ يطفو على السطح، فها هي روايتُه "أطفال منتصف الليل"، تثيرُ ضَجَّهً في موطنه الأصلي -الهند-، وها هو يُمنحُ عليها جائزةً في موطنِ هِجرته، "إنجلترا".

بعد ذلك كَتب روايةً بعنوان "العار"، وانتظر أن يَحصُلَ بها على جائزة "بوكر"، إلَّا أن لجنةَ التحكيم أسقطتها من الفوز.

ثم ما لَبِثَ أن طَلَّق زوجتَه الإِنجليزية، وتزوَّج كاتبةً أمريكية اسمها "ماريان ويجينز"، لعلَّها تؤدِّي نفسَ الدَّورَ مع الناشِرِين الأمريكيين.

وبالرغم مِن تعرُّفهِ إلى كثير من الناشرين في إنجلترا والولايات المتحدة، وتعرُّفِهم إلى ما تتضمَّنه كتاباتُه من حقدٍ دفينٍ على الإِسلام والمسلمين وتشجيعِهم لاتِّجاهه هذا، إلا أنه ظَلَّ مغمورًا، بعيدًا عن أضواءِ الشهرةِ العالَمية التي كان يَحلُمُ بها (١).

° ثم كانت روايته "آيات شيطانية"، التي تجرَّد فيها من كلِّ حياء، وقَذَف بنفسِه عاريًا أمامَ الجميع، في مستنقعات الكفرِ والفجورِ والأكاذيب، فعَبَثَ بكلِّ المقدَّسات، ومِن بينِها المقدَّسات المشتركةُ بين اليهود والمسيحيين والمسلمين: "إبراهيم خليل الله"، أبو الأنبياء، والأبُ الروحي لأصحاب الديانات الثلاث، كما عَبَثَ بملائكةِ الله في السماء، وعلى رأسهم "جبريل" أمينِ الوحي وأمينِ العَرش، إضافةً -بطبيعة الحال- إلى عَبَثهِ بمقدَّسات الإِسلام.


(١) "آيات سماوية" للدكتور شمس الدين الفاسي (ص ١١ - ١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>