للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أزرى بِمَنْطِقِ أهْلِهِ وَبَيانِهِمْ … وَحْيٌ يقَصِّرُ دُونَهُ البُلغَاءُ (١)

حَسَدوا، فَقالوا: شاعِرٌ، أوْ ساحِرٌ … وَمِنَ الحَسودِ يَكونُ الاسْتِهْزاءُ

قَدْ نالَ "بِالهادي" الكريم وَ"بِالهُدى" … ما لَمْ تنَلْ مِنْ سُؤْدُدٍ سَيْناءُ (٢)

أمْسى كأنَّكَ مِنْ جَلالِكَ أُمَّةٌ … وَكأنهُ مِنْ أنسِهِ بَيْداءُ

يوحَى إلَيْكَ الفَوْزُ في ظُلُماتِهِ … مُتَتابعًا تُجْلى بِهِ الظَّلماءُ

دِينٌ يُشَيَّدُ آيَةً في آيَةٍ … لَبِنَاتُهُ السُّوراتُ وَالأضْواءُ (٣)

الحقُّ فيهِ هُوَ الأساسُ، وَكيفَ لا … وَالله جَلَّ جَلالُهُ البَنَّاءُ؟

أمَّا حَديثُكَ في العُقولِ فَمَشْرعٌ … وَالعلمُ والحِكَمُ الغوالي المَاءُ (٤)

هُوَ صِبغَةُ الفُرْقانِ، نَفْحَةُ قُدْسِهِ … وَالسِّينُ مِنْ يسُوراتِهِ وَالرَّاءُ (٥)

جَرَتِ الفَصاحَةُ مِنْ يَنابيع النُّهَى … من دَوْحِهِ، وتفجَّرَ الإنشاءُ (٦)

في جرِهِ لِلسَّابِحينَ بِهِ عَلى … أدَبِ الحَياةِ وَعِلمِها إرْساءُ


= وقد أبطلها الإسلام. وعكاظ تذكر وتؤنث. حراء: الغار الذي كان يتعبد فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - ونزل عليه فيه الوحي.
(١) أزرى به: عابه.
(٢) الهادي: النبي - صلى الله عليه وسلم - والهدى: القرآن. والشرف الذي حظيت به سيناء هو أنها كانت موطن تكليم الله موسى - عليه السلام -.
(٣) السورات: جمع سورة، وهي القطعة المستقلة من القرآن الكريم.
(٤) مشرع: مورد.
(٥) هو حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -، مصبوغ بصبغة القرآن الكريم. فالصبغة هنا بمعنى الصباغ. والسين والراء إشارة إلى ما فيه من كشف لبعض أسرار القرآن.
(٦) النهى: جمع نُهْية وهي العقل. الدوح: الشجر العظيم المتسع.

<<  <  ج: ص:  >  >>