للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصرَ في قافلةٍ تجاريةٍ، وفي هذا العصرِ كانت مصرُ نصرانيَّةً، وكانت هناك كنيسة قريبة من الجزيرةِ العربيةِ، حيث كان يَعيشُ بها راهبٌ، وعندما دخل محمد إلى الكنيسة التي لم تكنْ إلاَّ بيتًا صغيرًا ببابٍ منخفضٍ، وبدأت هذه الكنيسةُ تكبرُ، حتى أصبَحَ بابُها مِثْلَ بابِ القصر، والمسلمون يقولون: إن هذه هي أولُ معجزةٍ لمحمدٍ في شبابه، وبعدما أصبح محمدٌ حكيمًا، صار عالِمًا بالفَلَك، وقال: إنه رعي مالَ أمراء "كوريدان"، فأداره ورعاه بحكمةٍ، وعندما مات أميرُ كوريدان تَزوَّج محمد بأرملتِه وهي السيدة التي تُسمَّى "كادريج" (خديجة)، وكان محمدٌ يُصرعَ، وهذا أغضَبَ هذه السيدة؛ لأنها أَخَذَتْه على أنه زَوج، ولكن محمدًا جَعَلها تعتقِدُ كلَّ مرَّةٍ أنه يُصرعَ؛ لأنَّ المَلَكَ جبريلَ يُحدِّثه، فيُصرعَ بسببِ عظمةِ نورِ هذا المَلَك، ولذلك يَسقطُ محمدٌ علي الأرض.

ولقد سيطر هذا التاجرُ على الجزيرة في عام ٦٢٠ م.

° ومحمد هذا ارتبط مع رجل عابدٍ يَعيشُ معزولاً على بُعد مِيل من جَبل سيناء، وكان محمدٌ يأتي غالبًا إلى هذه الصَّومعة، وهذا هو الذي هَيَّج الناسَ عليه؛ لأنَّه كان مُعجبًا بالسَّماع لهذا الراهبِ الخاطئِ، ويتركُ الرجالَ "التجار" يَمشُون في الطريقِ طوالَ الليل، وكان هؤلاء الرجال يتمنَّوْن موتَ هذا الراهبِ، وأتتْ ليلةٌ شرب فيها محمدٌ الخَمْرَ، فنام نومًا عميقًا، وأخذ هؤلاء الرجالُ سيفَ محمدٍ من غِمْدِهِ عندما كان نائمًا، وبهذا السيفِ قَتلوا هذا الراهبَ، ثم أعادوا السيفَ في غمدِه مُلطخًا بالدماء، وفي الغدِ وَجَد محمدٌ الراهبَ مقتولاً؛ فغَضِب غضبًا شديدًا، وأوشك على قتل هؤلاء الرجال، ولكنهم اتَّفقوا فيما بينهم وقالوا له: إنك أنتَ الذي قَتلتَ هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>