للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شخصيةِ المصابِ بأيٍّ منهما، ويَعرفُ السيرةَ الصحيحةَ لمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، يَعرفُ حتمًا أن هذه المزاعمَ لَغوٌ باطلٌ وافتراءٌ كاذبٌ لا يستحقُّ أن يأخذَه المرءُ مأخَذَ الجِدِّ.

وقد أساء المستشرقون -عن جَهل أو عن عَمدٍ- فَهْمَ الظواهر التي كانت تُصاحبُ الوحيَ عند نزوله على النبي - صلى الله عليه وسلم - من أنه -كما يقول الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - نفسه- كان يأتيه مِثلَ صَلصلةِ الجَرَس، وكما تقولُ عائشة - رضي الله عنها -: "رأيتُه يَنزلُ عليه الوحيُ في اليوم الشديدِ البَرْدِ، فيَفصِمُ عنه وإن جَبينَه لَيتفصَّدُ عَرَقًا"، كما روى ذلك البخاري في "صحيحه" في حديثٍ مشهور (١).

* أساطيرُ العصرِ الوسيط في الغرب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

° أسخفُ التصوُّراتِ الجنونيَّة، وأخبثُ الافتراءات سَوَّدَتْها أقلامُ الغربِ الكافر في العصر الوسيط عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. ولله درُّ القائل:

والحق أبلجُ لو يَبغُونُ رؤيتَه … هيهات يُبْصِرُ مَن في ناظِرَيْه عَمَى

وصرخةُ الحق تأباها مَسَامعُهم … مَن يسمع الحق منهم يَشتكي الصَّمَمَا

محمدٌ سيِّدُ البَشر - صلى الله عليه وسلم - يَصِفُونه بأقبح الصفات، وهو النورُ الذي أضاء بهَديه وبقرآنه جَنَباتُ الكون، {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (١٥)} [المائدة: ١٥]. .

والنورُ هو محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - كما قال الطبري شيخ المفسرين. أشرق النور .. هَلَّ النور .. سَطَع النور .. بَزَغَ النور .. بَثَق النور .. بَرِقَ النور .. أبرَقَ النور .. أضاء النور .. فاض النور .. بَدَا النور .. اتَّسَع النور .. تأَلَّق


(١) "الإسلام في تصوُّرات الغرب" (ص ٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>