للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العصر الوسيط، كما تتمثلُ في الشَّعر الفرنسي القديم، وذلك في كتابه الذي صَدَر بالألمانية عام ١٨٨٦ بعنوان "العقيدة والخرافة في الأشعار الفرنسية".

وحسبما وَرَد في هذا الشعر، فإن محمدًا وَحده هو صاحبُ نظرية التعدُّدِ في الألوهية بكامِلها، تلك النظريةُ التي يقولُ بها المسلمون، وفي الأساطير الشعبيةِ الأصيلةِ لا يَظهرُ محمدٌ أبدًا بوصفه "نبيًّا"، وإنما يَظهرُ باستمرار بوصفه "إلها"، وعلى وجهِ التحديد بوصفه أعظمَ وأقوى الآلهةِ الوثنية، وقبل أن يتحوَّل محمدٌ إلى هذا الاعتقادِ كان مسيحيًّا مؤمنًا، وكان هو نفسُه يؤمنُ بعقيدةِ "الخلاص" المسيحية.

ويُعَدُّ محمد لدى الوثنيَّين (أي: المسلمين!!!) خالقَ هذا العالَم وحافظَه، وتَحدُثُ عبادتُه بطبيعة الحال في شَكِل عبادةِ التماثيل، هذا الشكلُ الذي اعتادَتْه جماعةُ المحمديين، وكما هو الحالُ مع إلهِ المسيحيين فإن محمدًا محاطٌ أيضًا في السماء بالقدَّسين، ومِثلما تُعَدُّ القُدسُ مدينةً مقدَّسةً بالنسبةِ للمسيحيين، فكذلك تُعدُّ مكةُ مدينةً مقدسةً بالنسبة للوثنيين، حيث يوجدُ داخلَ أسوارِها قَبرُ إلههم .. أما العيدُ الكبيرُ السنويُّ الذي يُقامُ لتمجيدِ محمدٍ، فيُوصَفُ بأنه يتوافقُ مع "عيدِ الفِصح".

وأشدُّ التناقضاتِ بين المؤسَّسات المسيحية والوثنية تتمثَّلُ في رأي الجانبين في الزواج، والمحمَّديُّون يكرهون إلهَ المسيحيين، وكذلك لا تَعرفُ كراهيةُ المسيحيين لأتباع محمدٍ حُدودًا تقفُ عندها، فالمسيحيون يُشككون بشتى الطُرقِ الممكنةِ في طهارةِ محمدٍ من الذنوب أثناءَ حياته الأرضية،

<<  <  ج: ص:  >  >>