للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَيرِه إخوتَه معه إلى الأب الخالد.

° وفي كتابه "الشعر والحقيقة" يقول "جوته": "إن هذا النشيدَ المَدْحِيَّ كان قد قُصد به في الأصل أن يكونَ إضافةً شِعريةً لمسرحيةٍ عن محمد كان قد خُطط لها"، وقد كان يريدُ أن يُصوِّرَ فيها كيف تؤثِّرُ العبقريةُ في الناس عن طريقِ الأخلاقِ والعقل، وكيف تنتصرُ العبقريةُ في ذلك وكيف تَخسر.

وفي عام ١٧٩٩ عاد "جوته" مرةً أخرى إلى الاشتغالِ بموضوع محمد، بأنْ قام بِناءً على رغبةِ الدُّوق "كارل أوجسطس Augusts " وضدَّ إرادتِه هو تمامًا -بترجمة مسرحية "فولتير" عن محمدٍ وإعدادِها للمسرح.

وهناك أخيرًا أكثرُ من اثنَتَيْ عَشْرَةَ قصيدةً من أشعاره في "الديوان الشرقي الغربي" تهتمُّ بمحمدٍ وبالقرآن، وفي الملاحظات والمَقالاتِ حولَ هذا الديوان يَعودُ "جوته" -بوصفه مؤرِّخًا- للحديث عن محمدٍ وتعاليمه" (١).

° إلاَّ أن المستشرقَ الألماني "جيرنوت روتر" يقول في بَحثه ومقاله "الإسلام والغرب- الحوار المفقود" التي تضمَّنه كتاب "صورة الإسلام في التراث الغربي" "دراسات ألمانية": "تحدَّث "جوته" عن العرب بحماسٍ وهُيام، ولكنَّ حَماسَه هذا فَتَر عندما تَعرض لمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه نَصَب حولَ العَرَب غلافًا دينيًّا كئيبًا، وعَرف كيف يَحجُبُ عنهم الأملَ في أيِّ تقدُّمٍ حقيقيٍّ" (٢).


(١) انظر "الإسلام في تصوُّرات الغرب" (ص ١٤٨).
(٢) "صورة الإسلام في التراث الغربي" (ص ٥٧)، و "صناعة العداء للإسلام" (ص ٢٣٥) لرجب البنا -دار المعارف- مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>