للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ذلك بأن أعتقه، وأصبحَ من القواعِدِ المقرَّرةِ بعد ذلك أن يُصبحَ العبدُ إذا ما اعتَنق الإسلام حرًّا.

وكان عليُّ بنُ أبي طالب -ابنُ عمِّ الرسول- هو ثالثُ من أسلم، لكنه اعتَبر نفسَه أولَ المسلمين؛ لأن هذا الشابَّ المندفعَ اعتَبر مَن سَبَقاه إلى الإسلام (خديجة وزيد بن حارثة) قَلِيلِي الشأن (١)، وكان رابعُ مَن تحوَّل للإسلام -وهو الأكثر أهميةً- هو أبو بكر- وهو رجلٌ قويٌّ من أهل مكة-، دخل في الإسلامِ على يديه عددٌ من ذَوي المكانةِ والنفوذِ، ونعني بهم: عثمانَ والزبيرَ وسعدًا وعبدَ الرحمن وأبا عُبيدة، الذين أصبحوا فيما بعدُ القادةَ الرئيسيين في جيوشِه والأدواتِ الأساسيةَ التي استخدمها في ترسيخ ادِّعائِه (المقصود دينه) وإمبراطوريتِه (المقصود دولته).

لقد مضى أربعُ سنواتٍ قضاها في جَهدٍ جَهيدٍ ليضُمَّ إلى دينه هؤلاء التِّسعة، وكان بعضهم من رجالِ مكة المهمِّين، هؤلاء هم كلُّ المؤمنين به قبلَ أن يَجهَرَ بدعوته، لقد بَلَغ من العُمرِ الآنَ أربعةً وأربعين عامًا.

ويلاحَظُ أن هناك تزامنًا غريبًا يدعو للدهشة بين فترةِ اعتكافِ محمدٍ في "غار حراء" لتدبيرِ أمرِ نَشرِ دينه الدَّعيِّ (المفبرَك)، وفترةِ ادِّعاءِ "بونيفاس" بابا روما بمساندةٍ من الطاغية "فوكاس" لقبَ "الباب العالمي" أو "الراعي الكنسي لكلِّ أمورِ العالم"، أو بعبارةِ أخرى "اليونيفيرسال بوستر" زاعمًا إشرافَه الروحيَّ على كنيسةِ المسيح، وظَلَّ أخلافُه يدَّعُون هذا لأنفسهم.


(١) هذه محاولةٌ من هذا الخبيث الدجَّال "جورج بوش" للطعن في رموزِ الإسلام العظيمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>