للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه (أي على محمد - صلى الله عليه وسلم -) أن يَجِدَ إجابةً لِمَا يواجهُه من أسئلةٍ بهذا الشأنِ، ولاستحال عليه أن يكون مقنعًا.

لكن بتظاهُره أنه يتلقَّى الوحيَ مفرَّقًا (كلُّ جزءٍ منفصلٌ عن الآخَر) في أزمنةٍ مختلِفةٍ على وِفقِ ما تُمليه الضرورةُ أو على وِفقِ ما يَطلبُ أتباعُه، فإنه بذلك يكونُ قد أوجَدَ لنفسِه طريقًا لإسكاتِ كلِّ الاعتراضاتِ، ولتخليصِ نفسِه مِن كلِّ الصِّعاب، فلا شيءَ يَمنعُ تعديلَ ما نَزل من وحيِ اليوم -أو حتى نسخه (إبطاله) - غدًا.

وبهذا الطريق مضى ثلاثٌ وعشرون سنةً قبل أن تكتملَ سلسلةُ الوحي، رَغمَ أن النبيَّ أَخبَرَ صاحبتَ أنه تعزَّى برؤيةِ القرآن كاملاً مجلَّدًا بالحريرِ ومُحلًّى بذهبِ الجنةِ وجواهرها، مرَّةً كلَّ عام، إلاَّ أنه رآه مرَّتين (المقصود في الرؤيا) في آخِرِ عامٍ من حياته.

وقد كان جزءٌ من هذا الوحي الزائف في مكة، أما الباقي ففي المدينة المنوَّرة.

ويقال: إن الطريقةَ الخاصةَ بتدوين الوحي كانت كالتالي: عندما تنزلُ سورةٌ على النبيِّ، يَشْرَعُ في إذاعتِها لصالح العالم، فيُمليها أولاً على سكرتيره (المقصود كاتب الوحي)، وبعدها يُسلِّمُ الورقةَ المكتوبةَ لأصحابه، ليقرؤوا ما فيها ويُكرِّروه، حتى يرسَخَ تمامًا في ذاكرتهم، ومِن ثَمَّ يُعيدون الورقةَ للنبيِّ الذي يَحفظُها بعنايةٍ في صندوقٍ (خزانة) يُسمِّيها "خزانة الوحى" .. ".

* ويقول في (ص ٧٥ - ٧٦): "إن علاماتِ الادعاءِ أصبحتِ الآنَ أكثَرَ

<<  <  ج: ص:  >  >>