للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضوحًا في صفحاتِ وحيهِ على شكلٍ مُتوالٍ، ففي هذه الصفحاتِ حَدَّد أهدافًا خاصةً ذاتَ طابعٍ شرير، ولم يكتفِ بمجردِ الدعوةِ علنًا في الاجتماعاتِ العامةِ، بل راح يدعو لدينِه في تلك الأفكارِ الرئيسية التي تتضمَّنُها تحذيراتُه، وهو يُحذَّرُ الناسَ من مَخاطِرِ الكفرِ، ويَحُثُّهم بلغتِه البليغةِ الفصيحةِ على تجنُّبِ اللعنة بالإيمانِ به رسولاً من الله، وبالإضافةِ هذه البواعثِ القويةِ التي تَجعلُ المَرءَ يتحسَّبُ لِمَا سيواجهُه في الآخرة، فقد أسرف أيضًا في التهديدِ بعقوباتٍ مُرعبةٍ في هذه الحياةِ الدنيا إذا لم يُصغُوا لِمَا يقول.

* ولتحقيقِ هذا الغرضِ بَسَط أمامَهم المصائبَ التي حَلَّت بأممٍ قَبْلَهم رفضوا طاعةَ الأنبياء الذين أُرسلوا إليهم: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (١٠) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (١١)} [الأنعام: ١٠ - ١١].

° وفي السورة نفسها نقرأ: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (٤٢) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٤٣) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (٤٤) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٥)} [الأنعام: ٤٢ - ٤٥].

لقد اقتبس حالاتِ أهل العالَمِ الذين لم يَسمعوا المواعظِ نُوح .. ".

° في (ص ٨٠ - ٨١) يدَّعي هذا الكذَّابُ أنَّ الإسلامَ انتشر بحدِّ

<<  <  ج: ص:  >  >>