للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اعتَرفا بالدعاوى النبويةِ لسيدهما الجديد، وأقرَّا أنه رسول الله ويمكننا أن نفترضَ هنا أن إسلامَهما كان بالإكراه تحت وطأةِ سيفِ عمر (بن الخطاب) المرفوع -وكان عمرُ شديدَ الوطأة-، لقد أسلما إذن إنقاذًا لحياتهما، ورغمَ أن محمدًا كان فاتحًا (غازيًا) ودَعِيًّا، إلاَّ أنه -في المعتاد- لم يكن قاسيًا، لقد كان غضبُه موجَّهًا ضدَّ صالحِ بلدِه (مكة) أكثَرَ منه ضدَّ أهلها".

° وفي "الفصل الخامس عشر" (ص ١٥٦) يقول: "وهكذا انتهت مهمةُ محمدٍ على ظَهرِ الأرض، هكذا انتهت مهمةُ واحدٍ من أبرزِ الرجال وأكثرِهم جدارةً بالالتفاتِ على الإطلاق، هكذا انتَهت المهمةُ الدنيويةُ لأكثرِ المدَّعين نجاحًا وتصميمًا، لقد استطاع بطموحِه الواسع أن يُوجِّهَ المواهبَ الوطنيةَ، فتطوَّرت بداياتُه المتواضعةُ إلى ذُروةِ القوة بين العرب، وكان قد بدأ قبلَ أن يموتَ ثورةً من أعظم الثوْرات التي عَرَفها تاريخُ البشرية، لقد وَضَع أساسَ إمبراطوريةِ استطاعت في ظرفِ ثمانين سنةً فقط أن تَبسُطَ سلطانَها على ممالكَ وبلادٍ أكثَرَ وأوسعَ مما استطاعته روما في ثمانِمئة سَنة.

وَتزدادُ دهشتُنا أكثَرَ وأكثَرَ إذا تركنا نجاحَه السياسيَّ، وتحدَّثْنا عن صعودِ دينِه، وانتشارِه السريع، واستمراره، ورسوخه الدائم، والحقيقةُ أن ما حقَّقه نبيُّ الإسلام والإسلامُ لا يمكنُ تفسيره إلاَّ بأن اللهَ كان يَخُصُّهما برعايةٍ خاصة، فالنجاحُ الذي حقَّقه محمدٌ لا يتناسبُ مع إمكاناته، ولا يمكنُ تفسيرُه بحساباتٍ بشريةٍ معقولة".

° ويقول في (ص ١٥٨ - ١٥٩): "ويَمتدحُ الكُتَّابُ المسلمون شخصيةَ

<<  <  ج: ص:  >  >>