للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يخبو تدريجيًّا بزيادةِ قوةِ العاطفتين الأخرَيَينِ (الطموح والشهوة)، ومع أنه كان متحمِّسًا بطبعه، إلاَّ أنه أصبح -بحكم الظروف السياسية- مُرائيًا، وكلَّما زادت مُيولُه ونزعاتُه انحرافًا، لم يتورَّعْ عن إشباعِها على حسابِ الحقِّ والعدلِ والصداقةِ والروح الإنساني، حقيقةً إنه يجبُ علينا عند تقويمِ سلوكه في جوانبه الأكثرِ بغضًا أن نضعَ في اعتبارنا جَهلَ مَن كان يعيشُ بينهم وإجحافَهم وجاهليتَهم وطبيعةَ شرائعهم، فالشعبُ الوثنيُّ البربريُّ لا يمكنُ حُكمُه على وفقِ المقاييسِ المسيحية أو القواعدِ المسيحيَّة".

° ويقول في (ص ١٦٢ - ١٦٦): "حقيقةً إننا يجبُ أن نفكِّرَ في أخلاقِ هؤلاء الناس (المقصود العرب والمسلمين) -مع استثناءاتٍ قليلة- بسُخطٍ عليهم وعلى أيِّ نبيٍّ دعِيٍّ، وفي الوقت نفسِه نعترفُ بأن هذا النبيَّ طهَّر شرائعَ قومِه الأخلاقية، مع أنه عَمِل على استمرارِ ممارسةِ أسوأِ ما كان لديهم من أفكار، هنا -في الحقيقة- نُوقعُ أثقلَ اللوم على محمدٍ، إنه لم يُراعِ القواعدَ الأخلاقيةَ التي قال بها هو نفسُه، والتي فَرَضها على الآخَرين بأوامرَ صارمةٍ مرعبة، ليس مِن عُذر نقدِّمه لمحمدٍ في هذا، لقد أساء استعمالَ حقوقِ النبوَّة التي ادَّعاها ليسترَ إسرافَه في حياته الشخصية، فتَحتَ سِتارِ الوحيِ أعفى نفسَه من شرائعَ أتى بها دينُه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ

<<  <  ج: ص:  >  >>