للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تدميرًا، وتُقتلون رجالَنا ونساءَنا وأطفالَنا، وتَسرِقون بترولنا، وتحتلُّون بلادَنا، وتُعذِّبوننا وتُهينوننا وتنتهكون أعراضَ نسائِنا، وتَضربوننا بالقنابل والصواريخ والطائرات والدبابات والبوارج .. إلخ؟! إن جنودَكم ومجنَّداتِكم يَعتدون على إخواننا وأخواتِنا في السجون والمعتقلات في أرض الرافدَينِ بكسرِ عظامهم، وإبقائهم عَرايا في صَبَارَّة الشتاء مع غَمْرِ الزَنَازين بالماءِ الوَسخ حتى لا يستطيعَ المساكينُ النوم، وتسليطِ الكلابِ المتوحشةِ عليهم تَنهشُ خُصَاهم وغراميلَهم فينزِفون حتى الموت، فضلاً عن اغتصابِ النساء والفتياتِ العفيفاتِ اللاتي يُفَضِّلنَ الموتَ بعد خروجِهنَّ من المعتقل على الحياة مع هذا العار، طالِبين منهم ومنهن أن يشتمُوا اللهَ ورسولَه (١)، قائِلين: إنهم جاؤوا إليهم يَحمِلون رسالةَ المحبة، وهم لم يَحمِلوا إلاَّ رسالةَ اللواط والسِّحاق والتعذيب والتقتيل والتدمير البربريِّ الذي لا يتركُ شيئًا يمرُّ عليه إلاَّ جعله أنقاضًا وأحجارًا، لا يُعْفي من ذلك


(١) نشرت جريدة "الجمهورية" (الأحد ٦ من ذي الحجة هـ - ١٦ من يناير ٢٠٠٥) أن محكمةً عسكريةً أمريكية أدانت الجندي الأمريكي "تشارلز جرانر" الحارس السابق في سجن أبو غريب بتهم تعذيب وإساءة معاملة السجناء العراقيين في الفضيحة التي فجَّرت سُخطًا واشمئزارًا دوليًّا واسعًا ضد الولايات المتحدة، قالت هيئةُ المحلَّفين العسكرية المؤلَّفة من عشرةِ أعضاء إن "جرانر" ٣٦ عامًا مُدان في كل الاتهامات الموجهة إليه، وهي سوء معاملة معتقلين، والعجز عن حماية معتقلين من تعرضهم لتجاوزات وأعمال وحشية، وخدش حياء، وعرقلة عمل القضاء.
وذكر محامي الدفاع أن موكِّله وحُرَّاسًا آخرين كانوا يتبعون "تعليمات رئاسية مستمرة تطلب منهم تقليل مقاومة المعتقلين"، وقد وُصف التعريف "جرانر وزميليه الآخرين" بأنهم كانوا كِباشَ فداءٍ قُدمت للمحاكمة لحماية ضباط كبار بالجيش الأمريكي.

<<  <  ج: ص:  >  >>