للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذريع؛ فالحمدُ لله على ذلك؛ عِلمًا أن شعارَ المسلمين يومَها كان "لا يمكن أن يُحرَقَ المصحفُ وفِينا عِرقٌ يَنبض"، وطبعَا كلُّنا يعلمُ أن الحكومةَ ليس من مصلحتها الإذنُ بمثِل هذا الأمرِ حتى لا تُدخِلَ نفسها في أزمةٍ أكبر.

البيان: هل صحيح أن الجريدة التي رسمت صورًا مسيئةً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - رَفضت قبل سنتين أن ترسمَ صورًا للمسيح عيسى بن مريم؟ وإذا كان ذلك صحيحًا أفلا ترى أن في ذلك تناقضًا صارخًا في دعاوى الحرية؟.

- نعم! لقد صرَّح غيرُ واحدٍ من المطلعين بل المتخصِّصين أن الجريدة في عام ٢٠٠٣ عُرضت عليها رسوماتٌ للمسيح عليه السلام تحكي قيامتَه -عندهم-، إلا أنهم بادَروا برفضها، وعَلَّلوا ذلك أنه سيُغضِبون القُرَّاء، ولن يَروقَ لهم مشاهدةُ تلك الرسومات، وقد تُثيرُ احتجاجاتٍ هم بغِنًي عنها، وقد أورَدَتْ هذا الخبرَ جريدةٌ محليةٌ دانمركية إلى جانب المواقع العالمية.

وقد شاع خبرُ أن الصحيفةَ ستَنشرُ هذه الصورَ ورسوماتٍ عن اليهود يوم الأحد القادم، ولعل ذلك مَرَدُّه إلى مقابلةٍ أجرتها (CNN) مع المحرِّرٍ الثقافي الذي نَشَر الرسومات المسيئة لنبينا - صلى الله عليه وسلم -، وقد رَفع أثناءَ المقابلةِ رَسْم قُنبلةٍ عليها نجمة الصهاينة؛ إلاَّ أنه بُعَيْدَ المقابلةِ وعلى موقع جريدتِهم ظَهَر اعتذارٌ واضحٌ وصريحٌ على لسان هذا الشخص امتثالاً لأمرِ رئيس التحرير يقول: لا يمكن أن ننشر شيئًا عن المسيح أو الهولوكوست، والأعجبُ من ذلك كله -وهو آخِرُ خبر- أن المخطئَ -رَغمَ اعتذاره- قد أُعطِيَ في إجازة مفتوحة، فتأمل مدى حريةِ الرأي والتعبير، وكيف أنها تُطَبِّقُ في مجالٍ وتُمنع في آخَر، ألَا ينبغي بعد ذلك كلِّه أخذ إجراءاتٍ صارمةٍ لمنع مثل هذه الترهات تحت هذه الشعارات الزائفة؟.

<<  <  ج: ص:  >  >>