للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ظواهرها، وقَصَدوا أن يَفهمَ الجمهورُ منها الظواهرَ، وإنْ كانتِ الظواهرُ في نفسِ الأمر كَذِبًا وباطِلاً محْضًا ومخالَفةً للحق، فقَصَدوا إفهامَ الجمهورِ بالكَذِبِ والباطل للمصلحة".

° "ثم مِن هؤلاء مَن يقول: إنَّ النبيَّ كان يَعلمُ الحقَّ، ولكنه أظَهَر خلافَه للمصلحة.

ومنهم من يقول: ما كان يعلمُ الحقَّ، كما يَعلمُه نُظَّارُ الفلاسفةِ وأمثالُهم، وهؤلاء يُفَضِّلون الفيلسوفَ الكاملَ على النبيِّ، ويفضِّلون الوليَّ الكاملَ الذي له هذا المَشهدُ على النبي، كما يُفضِّلُ ابنُ عربيٍّ الطائيُّ خاتَمَ الأولياء -في زعمه- على الأنبياء.

وكما يُفضِّل الفارابيُّ ومُبشِّرُ بنُ فاتِك وغيرُهما الفيلسوفَ على النبي" (١) - صلى الله عليه وسلم -.

* الإِسلامُ هادٍ للعقل .. وشَرَفُ العقلِ سجودُه للوحي:

"يحلو لكثيرٍ من الناسِ أن يتحدَّث عن موقفِ القرآنِ من العقل، ويَذكُرُ في بحثِه أو محاضرته أن القرآنَ هو كتابُ العقل، وأنه بأكملِه دعوةٌ صارخةٌ لتحريرِ العقل من عِقالِه، وأنه يدعونا -بعباراتٍ تختلفُ في أسلوبها وتتَّحدُ في معناها- إلى استعمالِ العقلِ ووَزْنِ كل شيءٍ بميزانه، وأنه يتركُ لنا الحريةَ في أن نعتقدَ ما يُرشِدُ إليه عقلُنا، وأن نتَبعَ السبيلَ الذي يُنيرُه مَنطقُنا، أو يَهدينا إليه تفكيرُنا.


(١) "درء تعارض العقل والنقل" (ص ٩ - ١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>