للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا تساءلت الآن: ما هو إذن موقفُ العقل من الدين، وموقفُ الدينٍ من العقل؟.

فإننا نُجمِلُ الموضوعَ في النقاط الآتية:

نَزل الدينُ هاديًا للعقل في جميع الأمور التي لو تُرك العقلُ وشأنَه فيها ضَلَّ السبيل، وعَجَز عن الوصولِ إلى الحقيقة .. وهذه الأمور هي:

(أ) العقائد.

(ب) المبادئ الأخلاقيةُ إجمالاً وتفصيلاً.

(ج) التشريعُ في قواعِدِه العامة، وفي بعضِ تفصيلاته، وقواعِده العامة التي تتضمنُ الجزئياتِ على مرِّ الزمن، وعلى اختلافِ البيئات.

أما الطبيعةُ والكون -من سمائه وأرضه، ومن جِبالِه وبحاره، ومن كواكبه وأقمارِه وشموسه-، أما المادة والطاقة، أما أعماقُ البحار وآفاق السماء .. إنَّ كلَّ ذلك قد تركه الله سبحانه للإنسانِ يدرسُه في مَصنعِه ومَعمَلهِ بآلاته وأدواته، وحَثَّه على أن يُجوِّلَ في ذلك ما استطاع إليه سبيلاً، حتى يكتشفَ سُنَنَ اللهِ الكونية، ونواميسَه الطبيعية، ويرى صُنعَ الله الذي أتقَنَ كلَّ شيءٍ.

ولَم يَحجُرِ الدينُ على الإنسانِ في هذا المجال، اللهم إلا الواجبَ الذي ينبغي أن يكونَ شعارُه دائمًا، وهو أن يكون هدفُه من كلِّ ذلك الخير.

والإسلام دينُ العقل بكلِّ هذه المعاني التي ذكرناها" (١).


(١) انظر "الإسلام والعقل" اللدكتور عبد الحليم محمود (ص ١٥ - ٣٠) - دار المعارف.

<<  <  ج: ص:  >  >>