للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بصرَه وبصيرتَه، وقد بَدت البغضاءُ من فمِه وما يخفي في صَدرِه أكبر، وها هو يَصُدُّ عن سبيل الله ويَكنِزُ الذهبَ ويتسربل به، ثمَّ أخيرًا يؤذي المسلمين المؤمنين بكلامه، فصدقَ الله العظيم.

° وأمَّا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فهيهاتَ هيهاتَ أن يَنالَه شيءٌ من كلامِ هذا السَّفيهِ الجاهل، بل إنَّ كل كلامِه مردودٌ عليه، وما فِعْلُه هذا إلاَّ كما قال حكيمُ الإسلام:

أعرِضْ عن الجاهلِ السَّفيه … فكل ما قالَهُ فهو فيهِ

ما ضَرَّ نهرَ الفُراتِ يومًا … أنْ خاضَ بعضُ الكلاب فيه!

° ومهما حَلَم الحاقدون وحاولوا أن ينالَوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من تشويهِ سيرتِه والكذبِ عليه والتشنيع بدينِه العظيم، فلن يفلحوا ولن يُعكِّروا صَفْوَ الشريعةِ المحمَّديةِ، وستبقى حُجَّةً عليهم إلى يوم الدين، وستبقى شوكةً في حلوقهم إلى يوم يبعثون ..

لو رَجَمَ النَّجمَ جميعُ الوَرَى … لم يَصِلِ الرجمُ إلى النَّجم

° وقد علَّمَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأدبَ والحكمةَ، وأَمَرنا بمجادلةِ أهلِ الكتاب بالتي هي أحسن، وامتثلَ المسلمون لذلك طيلةَ القرونِ الأربعةَ عَشَر المنصرمة، ولكنَّ الحاقدين على الإسلام والذين مُلئت قلوبُهم غيظًا منه لم يُجدِ معهم كلُّ ذلك، {قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ}؛ وأنا اليومَ لن أردَّ على ذلك السفيهِ الحاقدِ، فهو أدنى مِن أن يُردَّ عليه؛ لأن الذي تَبلغُ به الوقاحةُ أن يَصِفَ الإسلامَ الذي أتى به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بأنه دينُ العنفِ والسيفِ واللاعقلانية، ويتجاهلُ تاريخَ دينِ كنيستِه المظلم، والمحاربَ للعلم، والقاتلَ للعلماء، والمنافرَ للعقل، والبعيدَ عن التوحيدِ، والمتأصِّلَ بالوثنيَّة،

<<  <  ج: ص:  >  >>