للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مفسِدون لا يعيشون إلاَّ على الإفساد، كالخنافس تختنقُ برائحةِ الأزهار العَبِقة، ولا تحيا إلاَّ على الرَّوَث، ولا تستطيعُ الحياةَ إلاَّ في المقاذر، وبعضُ الديدانِ يموتُ في الماءِ الطاهرِ الجاري، ولا يستطيعُ الحياةَ إلاَّ في المستنقع الآسن، وكذلك المجرمون.

ومَن كان اللهُ هاديَه وناصرَه فمَنْ عليه؟! لا يَضيرُه تكالبُ كلّ المجرمين والشياطين، فمكر أولئك هو يبور .. مَن وَجَد اللهَ فماذا فقد؟!.

* وقال تعالى: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة:٦١]:

° قال ابن كثير -رحمه الله-: "يقول تعالى: "ومِن المنافقين قومٌ يؤذُون رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بالكلام فيه، ويقولون: "هو أُذُن"، أي: مَن قال له شيئاً صَدَّقه فينا، ومَن حدَّثه صَدَّقه، فإذا جئناه وحَلَفنا له صدَّقنا.

رُوي معناه عن ابن عباس ومجاهد وقتادة .. قال الله تعالى: {قلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ}، أي: هو أُذُنُ خير يَعرِفُ الصادقَ من الكاذب، {يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ}، أي: ويُصدّق المؤمنين، {وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ}، أي: وهو حجَّة على الكافرين؟ ولهذا قال: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ الله لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} " (١).

* من يُحادِّ اللهَ ورسولَه له الخِزيُ العظيم:

قال تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللهَ وَرَسولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا


(١) "تفسير ابن كثير".

<<  <  ج: ص:  >  >>