للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالكَذِبِ والتشويهِ المتعمَّدِ للحقائق، إنها دِينُ الجَبْرِ والانحلالِ الأخلاقي والتساهل مع الملذَّاتِ والشهواتِ الحسية، إنها ديانةُ العنف والقسوة"، وانسجامًا مع هذا الموقفِ المعادي، فقد رُسم الإسلامُ على هيئةِ نموذج قبيح سيئِّ، يتعارضُ ويتناقضُ كليةً مع النموذج المثاليِّ للمسيحيةِ بوصفِها ديانةَ الحقيقة، التي تتمير بالأخلاقِ الصارمةِ ورُوح السلام، وبأنها عقيدةٌ تنتشرُ بالإقناع وليس بقوةِ السلاح (١).

° لقد حاول هؤلاء أن يَصُدُّوا عمومَ الناسِ عن أيِّ معنًى طيبٍ للإسلام أو عن نبيِّ الإسلام، أحيانًا كانت تلك المحاولاتُ تبدو بعيدةً كلَّ البُعدِ عن الأصولِ العلميةِ، أو الأخلاقيةِ كذلك، انظرْ إلى ما ادَّعاه المستشرقُ الأمريكيُّ "ماكدونالد" تحت مادة "الله" في "دائرةِ المعارف الإسلامية! منكِرًا حتى احتماليةِ أن يكونَ من صفاتِ الله في الإسلام صفةُ "السلام" قائلاً: "ومن أسمائه أيضًا السلام .. وهذه الصفةُ لم تَرد إلاَّ في الآية ٢٣ من سورة الحشر، ومعناها شديدُ الغموض، ونكادُ نقطعُ بأنها لا تَعني "السِّلْم"، ويرى المفسِّرون أن معناها "السلامة" أي البراءةَ من النقائصِ والعيوب، وهو تفسير محتمِل، وقد تكونُ هذه الصفةُ كلمةَ بَقِيَتْ في ذاكرةِ محمد من العباراتِ التي تُتلى في صلوات النصارى" (٢).


(١) مونتغميري واط، "تأثير الإسلام على أوروبا في القرون الوسطى"، موسكو ١٩٧٦ م، (ص ٩٩ - ٣٠١).
(٢) "محاولات استشراقية لإرجاع مفاهيم إسلامية إلى أصول في الديانات السابقة"، فؤاد كاظم المقدادي، من كتاب "الإسلام وشبهات المستشرقين"، مطبوعات البلاغ، ١٩٩٦ م، (ص ١١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>