للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عندما دخلوا "أنطاكية" عام ٤٩١ هـ قَتلوا وأسَروا وسَبَوْا ما لا يدركه حَصْرٌ (١).

° يقولُ صاحب كتاب "أعمال الفرنجة": "إن الإنسانَ لم يكن يَسير في الطرقات إلاَّ على الجثث، وقد تَعفَّنت كلها تحتَ شمسِ يونيو وحرارته" (٢).

° وعندما هاجموا "معرَّةَ النعمان" سنة ٤٩١ هـ، واضطُرَّ أهلُها للاستسلام مقابلَ أمانٍ أخذوه، غدر الفرنجةُ بأهلها، ونَهَبوا ما وجدوه، وقدَّر عددُ القتلى من المسلمين بأكثرَ من عشرينَ ألفاً، بينما يقدِّرُهم ابنُ الأثير بمئةِ ألف" (٣).

° أما في بيت القدس:

فقد فاقت وحشيَّتُهم كلَّ وصف، ارتَكبوا فيها ما قد استنكره مؤرِّخو الإفرنجِ أنفسُهم.

° روى شاهدُ عيان منهم ما فَعله قومُه عندما دخلوا بيت المقدس، فقال: "إن النساءَ كُنَّ يُقتَلْن طعنًا بالسيوف والحِراب، وكان الأطفالُ يُختَطَفون بأرجُلهم من أثداءِ أمَّهاتهم، فيُقذَف بهم من فوقِ الأسوار، أَوْ تُهَشَّمُ رؤوسهم بدقِّها بالأعمدة، وذُبح سبعون ألفًا من المسلمين الذين بَقُوا في المدينة" (٤).


(١) "ذيل تاريخ دمشق" لابن القلانسي (ص ١٣٥).
(٢) "نور الدين محمود" لحسين مؤنس (ص ٥٩).
(٣) "الكامل في التاريخ" (٨/ ١٨٧).
(٤) "قصة الحضارة" (٤/ ٢٥) لول ديورانت -ترجمة محمد بدران- طبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ١٩٥٧ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>