للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبتورةِ المتناثرة في جميع الاتجاهات هو وحدَه الذي أثارَ الرعبَ في كلّ مَن نظر إليها، فقد كان الأرهبُ من ذلك هو النظر إلى المنتصرين أنفسهم وهم مُلَطَّخون بالدم من رؤوسهم إلى أقدامهم .. إنه منظر مشؤوم جَلب الرعبَ لجميع مَن واجهوه" (١).

° يقول "وليم" أسقف صور: "طاف بَقيَّةُ الجنودِ خلالَ المدينة بحثًا عن التعساء الباقين على قَيد الحياة، والذين يُمكن أن يكونوا مختبئين في مداخلَ ضيِّقةٍ وطرقٍ فرعيَّةٍ للنجاة من الموت، وسُحب هؤلاء على مرأًى من الجميع، وذُبِحوا كالأغنام، وتَشَكَّل البعضُ في زُمَرٍ، واقتَحموا المنازلَ حيث قَبضوا على أربابِ الأُسَرِ وزوجاتِهم وأطفالِهم وجميع أُسرهم، وقُتِلت هذه الضَّحايا، أو قُذِفت من مكانٍ مرتفع حيث هَلكت بشكلٍ مأساوي" (٢).

* * *


(١) "تاريخ الحروب الصليبية" (ص ٤٣٣).
(٢) "تاريخ الحروب الصليبية" لوليم أسقف صور.

<<  <  ج: ص:  >  >>