للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعروفةِ في اللغة الأسبانية، لكنه في نهايةِ المطافِ إلهٌ يظَلُّ غريبًا عن العالم، إنه إلهٌ عبارة عن إلهِ جلاله (كبرياء) فحسب، وليس إلهًا متواصلاً مع البشر (عمانوئيل) -اللهُ معنا- إن الإسلامَ ليس دينَ فِداء، وهو لا يُعطي أيَّةَ مساحةٍ للصليبِ ولا للبعث" (١).

* عداوة دفينةٌ أبدَّيةٌ:

من أين جاءت هذه العداوةُ الدفينةُ من الصليبيين في الشرقِ أو الغرب عَرَبًا كانوا أم عجمًا لكلِّ ما يَمُتُّ إلى الإسلامِ ونبيَّة والمسلمينَ بصِلَةٍ؟! حتى كأن الشعرَ الجاهلي "لَقيطَ بن يَعْمَرَ الإيادي" يَعنيهم حين قال:

في كل يوم يسنُّون الحِرابَ لكم … لا يهْجَعون إذا ما غافلٌ هَجَعَا

خزرٌ عيونهمُ كأن لَحْظَهم … حريقُ غابٍ ترى منه السَّنا قِطَعًا

° يقول "غوستاف لوبون": "لقد تجمَّعت العُقَدُ الموروثة، عُقَدُ التعصُّب التي ندينُ بها ضدَّ الإسلام ورجاله، وتراكمت خلالَ قرونٍ سحيقةٍ، حتى أصبحت ضِمنَ تركيبنا العضوي" (٢).

هل خَبَت هذه الرُّوحُ التي لا تُطيقُ سماعَ اسم محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - أو المسلمين من أتباعه؟!

واللهِ ما خَبَت يومًا رُوحُ العداوةِ للنبيِّ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وأتباعِه، بل هي في ازدياد، وما وقع في البوسنة والعراق فاق محاكِمَ التفتيشِ في الأندلس، أو


(١) نفس المصدر السابق.
(٢) مقدمة "التعصب الأوربي أم التعصب الإسلامي"، تعليقات الأمير شكيب أرسلان على كتاب "مئة مشروع لتقسيم الدولة العثمانية" (ص ١١) هذبه محمد العبدة- دار ابن حزم.

<<  <  ج: ص:  >  >>