للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° تحت عنوان "المجد للشيطان" كتب الدكتور محمد عباس قائلاً: "كان ما حَدَث في مخبأِ إلعامرية مجدًا للشيطان، وأيَّ مجد!.

هاجمت طائرةٌ أمريكيةُ من نوع "الشبح" ملجأَ العامرية بصاروخ موجَّهٍ بالليزر مُحدِثًا فتحةً في السطح والسقفِ، وانفجر في مستشفى الملجإ، وبعد أربع دقائقَ وُجه صاروخٌ اَخَر عَبَر الفتحةَ نفسَها التي أحدَثها الصاروخُ الأول، وأغلق انفجارُ الصاروخ الثاني الأبوابَ الفولاذيةَ التي يَبلغُ وَزنُها ستةَ أطنانٍ وسُمكها نصفَ متر، وأَحرق مئاتٍ عدةً من الأشخاص، في الطابق الأعلى، تبخَّر كثيرون منهم بالحرارةِ، التي بَلغت درجتُها آلافًا عدةً والمتولِّدةِ من الانفجار، وكان مصير مئاتٍ عدةٍ من الأشخاصِ الغَلَيانَ حتى الموتِ في مياه المراجِل الضخمةِ المدمَّرةِ في الانفجار.

لا يُعرفُ على وجهِ التأكيد عدد المدنيين الذين قُتلوا في ملجإِ العامرية في تلك الليلة، كان السجِل المدونةُ به أسماءُ الأشخاص الذين احتَمَوا بالملجإِ قد أُودع في الملجإِ نفسِه ولم يَعُدْ له أثرٌ، ولكن من المعروف أنه قَبل تلك الليلة، كان (١٥٠٠) شخصٍ يُوقِّعون عند دخول الملجإِ كل ليلة، وعُثر بعدَ الجزرةِ على أحدَ عَشَرَ شخصًا قذف بهم خارجَ الملجإ، وبعد ساعاتٍ عدةٍ مرعبةٍ استُخرجت من البناية البقايا السوداءُ المشوَّهةُ لأربَعِمئةٍ وثلاثةِ أشخاص، وقُدر أن مئاتٍ عدةً من الأشخاص قد احتَرقوا وتبخَّروا ولم تَعُدْ ثَمَّةَ وسيلةٌ لتحديدِ هُويَّتِهم أو حتى عددِهم، ووَصَف شهودٌ -منهم "تام دالي" العضو العمالي في البرلمان البريطاني- آثارَ النساءِ والأطفال المتفحِّمةَ على جُدران الملجإ، تفحمت طَبعات أقدامٍ وأيدٍ صغيرةٍ على الجدران والسقوفِ، وانطبعت على جدرانِ الطابق الأسفل عند علامةِ الماء في

<<  <  ج: ص:  >  >>