للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأعراف: ٢٦]. الآية؛ فهناك تلازمٌ بين شرع اللهِ اللباسَ لستر العورات والزينة، وبين التقوى، كلاهما لباسٌ، هذا يَسترِ عوراتِ القلبِ ويُزينه، وذاك يَستر عوراتِ الجسم وُيزينه، وهما متلازمان، فعن شعورِ التقوى لله والحياء منه يَنبثقُ الشعورُ باستقباح عُريِ الجسدِ والحياءِ منه، ومَن لا يَسْتَح من الله ولا يَتَّقِهِ، لا يُهِمّه أن يتعرَّى وأن يدعوَ إلى العُرْي .. العريِ من الحياء والتقوى، والعريِ من اللباس وكشف السوأة!.

إن سَترَ الجسدِ حياءً ليس مجردَ اصطلاح وغرفٍ بيئيٍّ، كما تزعمُ الأبواقُ المُسَلَّطةُ على حياءِ الناس وعِفَّتهم لتدميرِ إنسانيتهم، وِفقَ الخُطَةِ اليهوديةِ البشعةِ لتي أعلنتها مُقرَّراتُ حُكماءِ صهيون، إنما هي فطرة خَلَقها اللهُ في الإنسان، ثم هي شريعة أنزلها الله للبشر، وأقدَرَهم على تنفيذها بما سَخَّر لهم في الأرض مِن مُقدَّراتٍ وأرزاق، واللهُ يُذكر بني آدمَ بنعمتهِ عليهم في تشريع اللباس والسِّتر؛ صيانةً لإنسانيتهم من أن تتدهورَ إلى عُرفِ البهائم، وفي تمكينِهم منه بما يسَّر لهم من الوسائل، {لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [الأعراف: ٢٦].

* إِنَّ التبرج كبيرةُ مُهْلِكة:

• جاءت أُمَيمةُ بنتُ رُقَيْقَةَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تُبايعُه على الإسلام، فقال: "أبُايعُكِ على أن لا تُشرِكي بالله، ولا تَسرِقي، ولا تَزني، ولا تَقتُلي ولَدَك، ولا تأتي ببهتان تَفتَرِينَهُ بين يديك ورِجلَيكِ، ولا تنوحُي، ولا تتبرجي تبرج الجاهليةِ الأولى" (١).


(١) صحيح: رواه أحمد والطبراني .. وقاله الهيثمي في "المجمع": "رجاله ثقات" ..
وصححه الشيخ شعيب الأرنؤرط في "المسند" (٢/ ١٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>