للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° وما أجملَ ما قال الشاعر:

وهَوى أبو جهلٍ ونوفلُ وارعَوَى … بعدَ اللَّجاجِ الفاحِشُ المتوقِّحُ (١)

لما رأى المغازي المظفَّرُ رأسَهُ … أهوى يُكبِّر ساجدًا ويُسبِّحُ

في جِلده مِن رِجْزِ ربِّك آية … عَجَبٌ تُفَسِّرُ للَّبيب وتَشرحَ (٢)

تلك السُّطورُ السُّودُ ضمَّ كتابُها … أبهى وأجملَ ما يَرَى المُتَصَفِّحُ

إن لم يُغَيَّبْ في جهنمَ بعدها … فلِمَن سواه في جهنم يُضْرَحُ؟! (٣)

° وللهِ درُّ القائل في مصرع أبي جهل -فرعونِ هذه الأمة-:

بسيفك فيما اخترتَ من عاجلِ القتلِ … سُقِيتَ زُعاف الموت فاشربْ أبا جهلِ

هو السيفُ لولا الجُبنُ لم يَمْضِ حدُّه … ولم يَرْضَ في جِدِّ الكريهةِ بالهزل

شَهِدتَ الوغى تَبغي على الضعفِ راحةً … لنفسك من حِقد مذيبٍ ومن غِلًّ

أفرعونُ إنْ تجهلْ فلن تجهلِ الوغى … فراعَينها من ذي شبابٍ ومِن كَهْلٍ

أصابك فيها ما أصابَك من أذى … وفاتكَ مانال الرُّوَيْعِيَّ (٤) من فضلِ

رماكَ معاذٌ قبلَه ومُعوِّذٌ … وجاءك مَشبوبًا حَمِيتُهُ تغلي

سقى السيفَ عفوًا من دمٍ لك طيِّعٌ … فَمِن مرتقًى صعبٍ إلى مُسْتَقًى سهلِ

دَعِ الهزلَ يا ابنَ الحَنْظَلِيَّة إِنه … هو الجِدُّ كلُّ الجِدِّ لو كنتَ ذا عقلِ


(١) نوفل: هو نوفل بن خويلد، كان من شياطين قريش قتله علي بن أبي طالب. والفاحش المتوقح: هو أبو جهل. وارعوى: كفَّ.
(٢) رجز: عذاب، وقد وُجِدَ في جسد أبي جهل آثار سود كآثار ضرب السياط.
(٣) يضرح: يدفع ويُقبر.
(٤) الرويعي: تصغير الراعي؛ وهو: عبد الله بن مسعود.

<<  <  ج: ص:  >  >>