للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° وقال (ص ٥٢) منه: "إن في مَرأَى المؤمنين وفي أعمالهم لَصورةٌ تلمحُها منعكِسةً من مآثر محمد، وإذا ما كانت بالطبعِ باهتةً بالقياس إلى كمالاته العليا، فإنها لا جِدالَ في صحَّتها، هذا على حين نجدُ قياصرةَ روما -مع دِقَّةِ تماثيلهم- لا يطالعُنا منهم سِوى قِناعٍ مزيَّفٍ لوجوههم الجامدة تحت صورةٍ من الخُيلاء، إن صُورَهم تظلُّ مَيتةً يَعجِزُ خيالُنا عن أن يَلمحَ لها شيئًا من الحياة، وإنه لبوحي هذه الحقيقة المقرَّرةِ قامت برؤوسنا فكرةُ نشرِ لوحاتٍ في تاريخِ محمدٍ، تمثِّلُ المآثرَ الدينيةَ لأتباعه، وبعضَ صُورٍ من حياةِ العرب، وبعضَ مُدنِ الحجاز الذي هو وطنه".

° وقال (ص ٨٧) منه: "محمد لم يؤلِّفِ القرآن، حقًّا أنه لَيُدهِشُني أن يَرى بعضُ المستشرقين أن محمدًا قد انتهز فرصةً، فروَّى ورتَّب عَمَله المستقبل، بل لقد ذَهب بعضُهم إلى أبعدَ من ذلك، فوسوس بأن محمدًا ألَّف في تلك الفترة القرآنَ كلَّه!.

أحقًّا لم يُلاحظوا أن هذا الكتابَ الإِلهيَّ خالٍ عن أيةِ خُطةٍ سابقةٍ على وجوده، مرسومةٍ على نَسَقِ المناهجِ الإنسانية، وأن كلَّ سُورَةٍ من سُوره منفصلةٌ عن غيرها، وخاصةٌ بحادثةٍ وقعت بعد الرسالةِ طيلةَ فترةٍ تَزيدُ على عشرين عامًا، وأنه كان من المستحيل على محمدٍ أن يتوقَّع ذلك ويتنبَّأَ به؟! ".

° وقال (ص ٣٤٥) منه: "فدينُ الرسول محمدٍ أكَّد من الساعة الأولى لظهوره أنه دينٌ عامٌّ صالحٌ لكلِّ زمانٍ ومكان، وإذًا كان صالحًا بالضرورة لكلِّ عقل، إذ هو دينُ الفطرةِ، والفطرةُ لا تختلفُ في إنسانٍ عن آخر، وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>