للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمدينة لا يزالُ مصونًا إلى اليوم بعد انقضاءِ اثني عَشَرَ قرنًا، عند الذين اهتَدَوا بالقرآنِ من هنودٍ وأفارقةٍ وتُرك".

° وقال: "نجدُ أنه من المحيطِ الأطلسي غربًا إلى أقاصي الهند شرقًا، يُعترفُ بأن القرآن هو الدستور الأساسي، ليس فقط في مسائل الإلهيات، ولكن فيما يتعلَّقُ بالقوانينِ المدنيَّةِ والجنائيةِ والقوانين التي تنظِّمُ سلوكياتِ البشر.

لقد نَفَثَ محمدٌ بين المؤمنين رُوحَ الأخوَّةِ والإحسانِ، وأوصى بممارسةِ الفضائل الاجتماعية، وكَبَحَ بشريعته وتعاليمه الأخلاقيةِ التعطُّشَ إلى الانتقامِ وظُلمِ الأرامل واليتامى، ولقد تَوحَّدَتِ القبائلُ التي كانت في عَداءٍ تحت مَظِلَّةِ الدينِ والطاعة، وتوجَّهت شجاعةُ المقاتلين -التي أُنفقت هدرًا في صراعَاتٍ داخليةٍ- نحوَ العدوّ الخارجي، فانتشرت بذلك أمصارُ الأمةِ الإسلاميةِ شرقًا وغربًا" (١).

° وقال "فولتير" عن العقيدة الإِسلامية: "إن عقيدةَ محمدٍ خاليةٌ من الشكَّ أو الغموض، والقرآنُ شهادةٌ مجيدةٌ على وحدانية الله .. هذه هي كلماتُ سورة الإخلاص تقول: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [سورة الإخلاص].

إنني أقول: إن هذه الكلماتِ أَخضعت له الشرقَ أكثرَ مما فَعَله سيفُه" (٢).


(١) "الإسلام في الفكر الغربي" (ص ٣٥ - ٣٨) مُلخَّصًا.
(٢) المصدر السابق (ص ١٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>