للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَا وَسَّعَ اللهُ له قَبْرَهُ … بَلْ ضَيَّقَ اللهُ على القَاطِع

رِحْمَ نَبِيٍّ جَدُّهُ جَدُّهُ … يَدْعو إلى نُورِ هُدًى سَاطِع

أَسْبَلَ بالحِجْرِ لتَكْذِيبهِ … دُونَ قُرَيْشٍ نَهْزَهُ القَاع

فاسْتَوْجَبَ الدَّعْوَةَ منْهُ فَقَدْ … بَيَّنَ للناظِرِ والسَّامِع

إِن سَلَّطَ اللهُ بهِ كَلْبَهُ … يمشي الهُوينى مِشيةَ الخادع

فالتهمَ الرأسَ بِيَافُوخِهِ … والحَلقَ مِنه فَغْرَةَ الجَائِع

أَسْلَمْتُمُوه وهو يَدْعُوكُمُ … بالنَّسَبِ الأدْنَى وبالجَامِع

واللَّيْثُ يَعْلُوهُ بأنْيَابِه … مُنْعَفِرًا وَسْطَ الدَّم النَّاقِع

لا يَرْفَعُ الرحْمَنُ مَصْرُوعَكُم … ولا يُوهِنُ قُوَّةَ الصَّارِع

مَنْ يَرجعُ العامَ إلى أهلِه … فما أكِيلُ السَّبعْ بالرَّاجِع

قد كانَ فيه لَكُمْ عِبْسَرةٌ … للسيَّدَّ المَتْبُوع والتَّابِع

من عادَ فاللَّيْثُ لَهُ عَائِدٌ … أَعْظِمْ بِه من خَبَرٍ شَائِع (١)

* {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}:

° قال أبو رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رَمَاه الله بالعَدَسة فَقَتلته،

فلقد تركه ابناه بعدَ موته ثلاثًا، ما دفناه حتى أنتَنَ، وكانت قريشٌ تَتَّقي هذه

العدسة كما تتقي الطاعون، حتى قال لهم رجل من قريش: ويحكما، ألَا

تستحِيانِ! إن أباكما قد أنتَنَ في بيته لا تدفِنانه؟ فقالا: إنا نخشى عَدْوَةَ هذه

القَرْحة، فقال: انطلِقا فأنا أعينُكما عليه، فواللهِ ما غَسلوه إلاَّ قَذْفًا بالماء


(١) "ديوان حسان بن ثابت" - تحقيق د. سيد حنفي (ص ١٦٢ - ١٦٣) - دار المعارف.

<<  <  ج: ص:  >  >>