للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلاَّ رَسُوْلَ الله

لعيسى جرابا (١)

أشْرَقْتَ مِن قَلب الدُّجَى فَتَبَدَّدَا … وَهَطلْتَ فانَتَعَشَ اليَبَابُ وَغَرَّدَا

وَسَرَيْتَ تَمْنَحُ كُلَّ بَارقةٍ فَمًا … يَفْتَرُّ بالبُشْرَى وَيَرْسُمُ مَوْلِدَا

أسْرَجْتَ خَيْلَ الحَقِّ فانْطَلَقتْ بلا … كللٍ تَدُكَّ مِنَ الضَّلالِ مُشَيَّدَا

وَتَلوْتَ آيَ الذِّكْر لَحْنًا خَالِدًا … مترقرقًا مَا ضَلَّ فِيْهِ مَنِ اهْتَدَى

وَلَوَيْتَ أعْنَاقَ الهَوَى فتَصَاغَرَتْ … ذُلاًّ وَمَا أحْنَتْ لِغَيْرِكَ سَيِّدَا

وَتَفَتَّقتْ هِمَمٌ رَوَيْتَ غِرَاسَهَا … بيَدَيْكَ جَاوَرَتِ النُّجُوْمَ تَفرُّدَا

وَسَرَتْ قوَافِلُ مِنْ ضِيَاءٍ ألْهَبَتْ … ظهْرَ الطَّريْق تألُّقًا وَتَوَقُّدَا

تَقْفُو خُطاكَ وَتَسْتَنِيْرُ بًحِكْمَةٍ … أسْدَيْتَهَا هَدْيًا فَصَارَ لَهَا حُدَا

وَسَمَت كمَا لَوْ لَمْ تَكُنْ طِيْنًا وَمَا … أسْمَاهُ يَعْصِفُ بالهَوَى مُتمَرِّدَا!

فَتَلألأتْ رَغْمَ الدُّجَى كَكَوَاكِبٍ … أنَّى لَهَا تَخْبُو وَأنْتَ لَهَا مَدَى؟!

يَا سَيِّدَ الثَّقلَيْنِ مُهْجَةُ أحْرُفِي … ثارَتْ فدًا فرَأتْكَ أعْظمَ مُفتَدَى

وَافتْكَ خَجْلَى كيْفَ لا وَأمَامَهَا … خَيْرُ البَريَّةِ رَحمَةً وَتَوَدُّدَا؟

رَكَضَتْ تَذُوْدُ وَلِلصَّفاقةِ ألْسُنٌ … نَفَثتْ سُمُومَ الكُفْرِ حِقْدًا أسوَدَا

بَاتَتْ تُشِيْرُ إِلَيْكَ أطمَعَهَا تَخَا … ذلُ أمَّةٍ ملْيَارُهَا يَهْذِي سُدَى

إِلَّا رسُوْلَ اللهِ مَا أَعْرَاضُنَا … وَدِمَاؤُنَا ألَّا تَكُونَ لَهُ فَدَى؟!


(١) (٣/ ١٢/ ١٤٢٦ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>