للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَأَذْكُرُ عَقْلاً أَمْ سَأذْكرُ حِنْكَةً … فَضائِلُ جَاءَتْ مِن معينِكُمُ تَتْرَا

كلفَى بِك فَخْرًا أنْ مُدِحْتَ بآيةٍ … وَأَنْ نَزَلَتْ في الغَار يا سَيِّدِي اقْرَا

فَكَيْفَ يُدانِيكَ السَّحَابُ بِرفعةٍ … وَكيْفَ تُوازِيك المَجَرَّة والشِّعْرَى

أبَى اللهُ إلاَّ أنْ تَكُونَ مُكرَّمًا … فَكَيْفَ يَرُومُ الخَلقُ في ذَمِّكُم أمْرَا

أحَالِبَةَ الأبقارِ كيْفَ تَجَرَّأتْ … قُوَاكِ فَنَالتْ مِنْ كَرَامَتِنا قَدْرَا

جَهِلْتِ فكانَ القَوْلُ مِنكِ عَدَاوةً … رَفَعْتِ بها رِجْلاً وثَنَّيْتِ بالُأخْرَى

وَمَا ضَرَّ لَوْ سَخَّرْتِها في رِعَايةٍ … لأبقارِكم؛ فالجُهْدُ في رَعْيِها أحْرَى

وَمَنْ يَنْطَحُ الصَّخْرَ الصِّلَابَ بِقَرْنِهِ … فَلَا قَرْنَهُ أَبْقَى ولا حَطَّمَ الصَّخْرَا

أَلَا قَاتَلَ اللهُ الحياةَ إِذا غَدَتْ … خَنَازِيرُ غربِ الأرضِ قد نطقتْ كُفْرَا

تَمَادَتْ وزادتْ في الضَّلَالِ غِوَايةً … فكانتْ كَمَنْ جَدَّتْ لِمُدْيتهِا حَفْرَا

وَمَن يَتَعَرَّضْ للسِّهَامِ بِنَحْرِهِ … تُصِبْهُ فلَا حَمْدًا أصَابَ ولا شُكْرَا

أغَرَّكِ صَمْتُ القولِ فازْدَدْتِ جُرْأةً … وَأَجْرَيْتِ ممَّا لا يَلِيق بنا نَهْرَا

فَكَيفَ أبَانَ البُكْمُ يا زمنَ الرَّدَى … وَكيْفَ غَدَا المليارُ يا أمتي صِفْرَا

يُقالُ فما دُونَ الوجوهِ يَصونُها … سِوَى الكَفِّ تَحْميه وإنْ بُترَتْ بَتْرَا

فداكَ رسولَ الله نَحْرٌ جَعَلتُهُ … لِذْكِرِكَ دِرْعًا أَنْ يُرَادَ به شَرَّا

فداكَ أبي مِنْ بَعْدِ أُمِّي وإِخوتي … فِدَاك صِغارُ القومِ والعِليَةُ الكُبْرَى

أَقومي، إِنَ السَّيْلَ قدْ بلَغ الزُّبا … وخُبْثُ النوايا جاوزَ الحَدَّ واسْتَشْرَى

أَلَا فاجْعَلُوها وقفةً عُمَرِيَّةً … تُزْلزِلُ أقدامًا وتَسْتَجْلِبُ النَّصْرَا

فما الصمتُ في بعضِ المواطنِ حِكمَةٌ … وَلَكِنَّ مَكْرَ القومِ يَسْتَلزْمُ المَكْرَا

<<  <  ج: ص:  >  >>