للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَصْرُ المُخْتار ودَحْرُ الفُجَّار!

يوسف مسعود قطب حبيب (١)

نَبحتْ شرَارُ الخَلقِ تَقذِفُ بالتُّهَمْ … لِتَعِيبَ مَنْ أرْسَى المَبادِئَ والقِيَمْ

أيْنَ النُّباحُ وإن تَكاثرَ أهْلُهُ … مِنْ نَيْلِ بَدْرٍ قدْ سَما فوْقَ القِمَمُ

أو نَيْلِ نَجْمٍ ساطِعٍ يَهْدِي الوَرَى … سَعِدَتْ به وَبنُوره كُلُّ الأمَمْ

جَادَ الكَريمُ بهِ بأعْظَم نِعْمَة … فَتَحَ القُلوبَ بهِ وأحْيا مِنْ عَدَمْ

قدْ تَمَّمَ الأخْلاقَ بَعْدَ ضَياعها … وشَفَى العَلِيلَ مِن الوَساوِسِ والسَّقمْ

بالعَدْلِ وَالإحْسان قامَتْ شِرْعَةٌ … والفُحْشُ والبَغْيُ البَغيضُ قد انْهَدَمْ

فَغَدا ظَلامُ الكَوْنِ صُبْحًا مُشْرِقًا … لمَّا اسْتَضاءَ بنْورِ أحْمَدَ وابتَسَمْ

سَحَّاءُ كَفُّ مُحَمَّدٍ بعَطائِها … كالغَيْثِ عِنْدَ عُمُومِهِ لا بَلْ أعَمْ

مَنْ ذا يُطاوِلُ رَحْمَةً فِي قلبهِ … مَنْ ذا يُبارِي في السَّماحَةِ والكَرَمْ؟

فَلتسألِ الثقلَيْنِ عَنْ أخلاقهِ … بَلْ سائِلِ الطير المُحَلِّقَ بالقمَمْ

مَنْ صاحَ بالأصحاب رُدُّوا فرْخَه … كليْ يَسْعَدَ العُشُّ الحزينُ وَيَلتَئِمْ

بَلْ سائِلِ الجَمَلَ البَهِيَمَ إذِ اشْتَكَى … لِمُحَمَّد بدمُوعِهِ مُرَّ الألَمْ

فوَعَى الخِطابَ وقامَ يُعْلنُ غاضِبًا … لا يَرْحَمُ الرحمنُ إلا مَن رَحِمْ

وَعَفا عَنِ الخَصْم اللَّدودِ وَسَيْفُهُ … بيَمِينِهِ وَالخَصْمُ قدْ ألقى السَّلَمْ

هَلاَّ رَأيتمْ مِثلَ عَفْوِ محمدٍ … عَنْ أهلِ مكة عَبرَ تاريخ الأمَمْ؟


(١) الدوحة ٧/ ١/ ١٤٢٧ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>