للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° قال القرطبي: "اصدَعْ بما تُؤمر ولا تَخَفْ غيرَ الله؛ فإن الله َ كافيك مَن آذاك كما كفاك المستهزئين؛ وكانوا خمسةً من رؤساءِ أهل مكة، وهم الوليدُ بنُ المغيرة -وهو رأسهم-، والعاصُ بن وائل، والأسودُ بن المطلب بن أسد -أبو زمعة-، والأسودُ بن عبد يغوث، والحارثُ بن الطُّلاطِلة، أهلَكَهم اللهُ جميعًا قبلَ يومِ بدرٍ في يوم واحد، لاستهزائهم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسببُ هلاكهم -فيما ذَكَر ابن إسحاق-: أن جبريلَ أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم يَطوفون بالبيت، فقام وقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمرَّ به الأسودُ بن المطلب فرمى في وجهه بورقةٍ خضراء، فعَمِيَ ووجعت عينه، فجعل يضربُ برأسه الجدار.

ومَرَّ به الأسودُ بن عبد يَغُوث فأشار إلى بطنه فاستقى بطنه فمات حَبَنًا (١).

ومر به الحارثُ بن الطُّلاطِلة، فأشار إلى رأسه فامتَخَط (٢) قيحًا فقتله.

وقد ذُكِر في سبب موتهم اختلافٌ قريبٌ من هذا.

وقيل: إنهم المرادُ بقوله تعالى: {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: ٢٦]، شَبَّه ما أصابَهم في موتهم بالسَّقفِ الواقع عليهم" (٣).

* القُرَطاءُ البَكْرِيُّون:

بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى القُرَطاءِ البكريِّين، بناحيةِ "ضرية" في نجد شرقيَّ المدينة، بكتابٍ يدعوهم فيه إلى الإسلام، فاستهزؤوا به وبكتابه،


(١) "يُقال: حَبِن -بالكسر- حَبَنًا وحُبن للمفعول، عظم بطنه بالماء الأصفر، فهو أحبن، والمرأة حبناء" قاله في الصحاح.
(٢) المخط: السيلان والخروج.
(٣) "تفسير القرطبي" (٥/ ٣٦٧٨ - ٣٦٧٩) - دار الشعب.

<<  <  ج: ص:  >  >>